23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

كذابون , دجالون , مضللون , أولئك الذين يشجعون على الفقر ويوهمون الناس بأن الفقير في الجنة , ومن الإيمان أن يعاني في دنياه ليفوز بجنان آخرته , ويمعنون بتسويغ الفقر والفاقة , ويتمنطقون بالدين ويرفلون بالثراء والرخاء ونعومة العيش.
ويستحضرون كل آية وحديث تبرر ضرورة الفقر والإملاق , ويحسبون الفقر من الإيمان , فيغشون ويخادعون ويستعيدون , وبالمتع والملذات يسرفون , ويحسبون أنفسهم من الذين أعزهم ربهم وأكرمهم في الدنيا والآخرة.
“اللهم أني أعوذ بك من الكفر والفقر”
“لو كان الفقر رجلا لقتلته”
“…فما جاع فقير إلا بما متّع به غني”
“اليد العليا خير من اليد السفلى”
وغيرها الكثير من العبارات التي تحث على عدم إستلطاف الفقر والإستسلام له , لأنه من أهم أسباب إنتهاك حقوق الإنسان وتدمير قيمته.
وتجد أصحاب العمائم المتاجرين بالدين , يحثون الناس على التوطن في مراتعه , والتمتع بالعوز وسوء الحال , لأن في ذلك صدق إيمان وحرص على الدين , وكأنهم يتجاهلون ” كاد الفقر أن يكون كفرا”.
هذا الإفتراق بين واقع الحال والقول من المناهج المدمرة للدين , وتقديمه على أنه نفاق وأكاذيب مرتبة للتغفيل والتجهيل , ولتمرير أجندات الكراسي الظالمة المدمرة للدنيا والدين.
فما هي مشاعر وتصورات الفقير الذي يرى خطيبا بأزهى حلة وتنقله سيارة آخر موديل , ويتمنطق بضرورة القبول بالفقر ورزاءة الحال , لأنها من أعمدة الدين التي سيكافأ عليها الذي لا يجد ما يسد رمق يوم واحد.
ما هذا الإفتراء على الدين؟!!
إنهم غربان الكراسي الناعقون , ولجوهر الدين معادون , وإن أكبرهم لملعون!!
وتبا للفقر , وللذين يستعبدون به الناس , وفي الدين يتحدثون!!