23 ديسمبر، 2024 2:43 ص

الإستتباع الحزبي  ستر الفاسدين

الإستتباع الحزبي  ستر الفاسدين

التغيير تلك المفردة البسيطة في تلفظها, والعظيمة في أستخدامها, لها مكانة كبيرة في فكر الفلاسفة, لما تضعه من لمسة نوعية, على أرض الواقع, لذا تجدها في المنظور القرآني تنطلق من تغيير النفس ذاتها نحو التحول الأفضل.

نجد في الآية الكريمة تخصص في قانون التغيير حيث قال تعالى (إِنَّ الل.. لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ) جاءت هذه الآية في موردين متفاوتين, وهما قوله تعالى (إِنَّ الل.. لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) وقوله تعالى (ذلِكَ بِأَنَّ الل.. لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها على قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)

نجد في الآيات المباركة حديث يطول شرحه عن التغيير, حيث أن التغيير يبدأ من النفس و أنتزاع الثوب المدنس بالفساد, الذي دنس بذنوب ذلك الحزب الذي لعب الدور الأكبر في الفساد, والذهاب بالعراق الى منحدر الإرهاب .

لماذا دعت المرجعية الى قانون التغيير, لآنه قانون عام وحاسم ومنذر, وهو ما يصب عند مصلحة الفرد العراقي, وأن ما يصيب الأنسان هو نتيجة لسعيه, وهذا ما بينه سبحانه وتعالى في مورد أخر من القرآن (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).

أن سنة الخالق عز وجل جرت على أن يغير ما بقوم ,من الأحوال حتى يغيروا ما بأنفسهم, من الحالات الروحية التي تبعث فيه العنصرية, نحو الجهة التي ينتمي أليها, وكأنه يتحول من الكفر الى الشكر, ومن المعصية الى الطاعة, ومن الإفساد الى الإصلاح .

لذا تجد المرجعية قبل البدء بالانتخابات, نادت بالتغيير نحو الأفضل, و الوجوه التي حكمت العراق, وذهبت به الى حرب قومية طائفية, وكان سببها تنصيب قيادات أمنية , وأذ هي تترك الحدباء عارية الرأس بين الأجانب, هنا يسكن التغيير.

لذا على السيد العبادي أن ينتزع ثوب العنصرية, و الأنحياز الى مصلحة البلد, وكانت منه خطوة عظيمة نحو التغيير, حين تم البدء بالقيادات الأمنية, وهي أتسامة أمل, فقد كان الحزب الحاكم له الدور الكبير في أستغلال وخداع المواطن, واللعب على وتر المحسوبية والفئوية.

كل منافذ الدولة نخرت بسبب المدراء والقيادات الفاسدة, التي تم تعيينها دون الأمتلاك لشهادة, أو لديه خبرة في ذلك المجال, تجد الروتين, والرشوة, وأنهاك المواطن, والصفقات الفاسدة, التي تمرر بعلمهم, وهم فرحين بما أتـــو من فساد ولا رقيب عليهم ولا محاسب.

وخير دليل عبد الفلاح السوداني, الذي ينعم خارج العراق, صاحب أكبر صفقة حليب فاسدة, تم توريدها, وهي بعلم رئيس الوزراء وبعلم المدراء العاميين, وتلك الأوراق تبين فسادهم, وكل مدير له توقيع على تلك المستندات, وهم ينعمون بمناصبهم ألان, فهل يبقون أم يحاسبون.

يجب أن ينتهي زمن المهاترات, الذي أخذ من العراق مأخذه, واليوم نحن على مقربة من تغيير سنة جديدة, فيجب أن تتغير معها كل الوجوه, مستثمرين جهود المرجعية معنا حين فتحت أبوابها للوجوه الجديدة, بعد أ كانت مغلقة بوجه السابقين, وهذا هو مراد  العراق وأبناءه.