مرة أخرى يوجه داعش سهام الحقد والغل والإنتقام للشعب المصري في محاولة بائسة لإشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين مخترقا كل الحواجز وضاربا بعنف في الكنائس القبطية التي يؤمها المصلون المحتفلون بعيد الشعانين، حيث تعرضت كنيسة مرقس في الإسكندرية واخرى في طنطا في محافظة القاهرة الى تفجيرات انتحارية إرهابية ادت الى مقتل إكثر من 40 مواطنا وجرح العشرات وأثارت المزيد من الأسئلة حول ماهية تلك التفجيرات والاصرار القطري – التركي على إحراق مصر لحساب الأجندات الصهيونية بعد التمكن من العراق وليبيا وسوريا واليمن وجعل تونس والجزائر وشمال أفريقيا جميعا تحت طائلة العنف والفوضى المستمرة حتى اذا تمكنوا من الجميع جعلوا إسرائيل سيدة المنطقة بدعم غربي مباشر ورعاية امريكية .
فهذه التفجيرات الإرهابية تمثل حلقة من حلقات المسلسل الطويل لأعمال الإرهاب الخطير الذي يضرب الدول العربية عبر التنظيمات الدينية الموجهة من المخابرات الغربية الصهيونية الأمريكية، ولا يمكن فصلها عن القصف الصاروخي الذي قامت به واشنطن على قاعدة الشعيرات الجوية شرق حمص ودون تردد لتأكيد إستراتيجية ترامب المتمثلة بتمكين السعودية وقطر وتركيا من محور الممانعة والمقاومة وبالرغم من أن مصر لم تنضم الى هذا المحور رسميا لكن السلوكيات الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي تشير الى نوع من التماهي مع المقاومة فالقاهرة ترفض إسقاط الرئيس بشار الأسد وتؤكد على وحدة سوريا والعراق وأعلنت مرارا أنها ضد مشاريع احراق العالم العربي لذلك فهي مستهدفة وضمن دائرة الخطر.
فالقرار التركي – القطري مايزال هو حيث يتمثل بنوع من التعاون الكبير بين الدوحة وأنقرة لضرب القاهرة وتركيعها ثأرا لعصابة الإخوان التي سقطت بإرادة مصرية واعية بعد أشهر عجاف من حكم الإخوان المسلمين الذين بادروا الى بيع مصر لقطر وتركيا وفتحوا الأبواب لهاتين الدولتين اللتين يتحكم بهما مجانين متحالفون مع الصهيونية العالمية البغيضة التي تفعل كل ما بوسعها لتدمير العالم العربي والإسلامي وتمكين القوى الارهابية منه لحسابات خاصة فإشعال الفتنة بين الأقباط والمسلمين مطلب قديم هدفه تقسيم البلاد وتكوين دولة في جزء من مصر لحماية المسيحيين بينما يتم الضغط على كيان عربي على ان تترك سيناء كوطن لليهود ممتدا حتى شمال فلسطين المحتلة وهذا مشروع كبير متجانس قديم ومتجذر فإذا سقطت مصر سقط العرب ولم يعد لهم من وجود.
مصر بمسلميها ومسيحييها لم تستسلم ولن تستسلم وسوف تبقى على العهد مقاومة للمشروع الغربي – الصهيوني الذي يمثل حلقة متقدمة من حلقات الحقد الدفين ضد العرب والمسلمين وبأدوات عربية وإسلامية ومن خلال جماعات العنف الديني المتطرف والعشوائي وهذه التفجيرات ستكون عاملا مضافا لعوامل عدة سابقة تعلقت بكم هائل من الأفعال والاعمال الصادمة للمحور التركي – القطري الذي جرى الإعداد لها مطولا وبرعاية من إسرائيل ودوائر المخابرات الامريكية الإسرائيلية ولكنه لن ينجح فمصر قوية بأهلها وحكومتها وأعتدالها وتنوعها وستظل هي ام الدنيا الجميلة الرائعة المزدهرة المنتصرة وكلنا معها.