24 ديسمبر، 2024 3:32 ص

الإرهاب والذباب!!

الإرهاب والذباب!!

ما علاقة الإرهاب بالذباب؟

الكثيرون يذكرون الأقراص الحمراء اللون , التي تجتذب الذباب إليها فيمتص ما فيها ويموت , وعادة ما تُحلى بالسكر , وجوهر الفكرة أنك تقتل الذباب بما يحبّ ويهوى.

وفكرة أو نظرية قتل الذباب يتم تطبيقها في الموضوع المسمى بالإرهاب.

وفي هذه الحالة تتحول المدن الصغيرة والكبيرة إلى أقراص حمراء تجتذب جحافله من أصقاع الدنيا , ووفقا لأصحاب النظرية , أن تجميعهم في بقعة واحدة يجعل قتلهم سهلا وبتكاليف وخسائر أقل.

وتساهم في العمل بهذه النظرية جميع القوى التي تريد أن تبعد شبح الإرهاب , أو تمنعه من النشاط في أراضيها , فبعد أن ترعرع في مناطق متعددة من العالم , صار من الواجب تفعيل هذه النظرية وتحويلها إلى مشروع طويل المدى , سيخيم على عقود القرن الحادي والعشرين.

وما يجري في المنطقة العربية , أنها بجميع مدنها وأقضيتها ونواحيها وقراها قد تحولت إلى أقراص إجتذاب للإرهاب , وصارت هدفا مباحا للقوى التي تدّعي محاربته , فما تقوم به جميع القوى , هو تدمير المدن بالكامل وفقا لتلك الذريعة , وإعتبار كل موجود فيها ذباب.

أو ما يُسمى بسياسات الأرض المحروقة , التي تعني أن تمحق ما في البقعة المستهدفة بالكامل وتحيلها إلى ركام , وبعدها ترفع رايات التحرير فوق المباد والدمار والحطام , وتتغنى بالنصر وخسائر العدو الجسام.

فالتجربة قد بدأت في مدن عراقية , ومن ثم إنتشرت في القرى والمدن العربية كافة , فهذه حلب تدمر عن بكرة أبيها وعين العرب ومدن أخرى , كما يحصل في ليبيا وسوريا , وبدأت النظرية تعطي أوكلها في مصر , أما اليمن فالبقية ستأتي بما هو أعجب وأغرب , وهذا يعني أن جميع المدن العربية ستكون قرص إجتذاب وهدفا سهلا للخراب.

فالحرب في أرض مسطحة مفتوحة أفضل من الحرب في أفغانسان الجبلية الوعرة , وقتل الإنسان العربي صار مباحا ولا يعني شيئا , فهو يُقتل بالجملة وبأمر حكوماته , والعرب يتم تسويقهم في الدنيا على أنهم أرقام , ومدنهم خيام , فلا قيمة ولا ردود أفعال على قتلهم وتدمير مدنهم.

وعليه فأن معظم المدن العربية ستنمحق بدعاوى التحرير من الإرهاب , وما يُقصد بهذا التحرير هو التدمير الفظيع ومحو المعالم الحضارية والتأريخية , ومميزات الهوية العربية وملامح الدين القويم!!

فهل تم القضاء على الذباب؟!!

وعندما تستطيع البشرية القضاء على الذباب , فيمكننا أن تتصور بأنها ستقضي على الإرهاب!!!