23 ديسمبر، 2024 5:54 ص

الإرهاب في أحسن صورة

الإرهاب في أحسن صورة

لا ينكر منصف ان جل الدماء التي تسيل بشكل يومي في عموم العالم هي نتيجة الافكار التكفيرية والاقصائية الدينية التي انتشرت كالنار في الهشيم بسبب عدم وجود رادع فكري يقابل تلك الافكار ، مما ادى الى سهولة تاثيرها في عموم الشباب المسلم ، ولعل من ابرز مظاهر التكفير هي ما يمارسه المارقون اتباع الفكر التيمي التكفيري من تضليل الناس والتغرير بهم تحت ستار “التوحيد” الذي يدعونه ويحاولون ان يبينوا انهم موحدون وبقية الطوائف والمذاهب والملل والنحل هم مشركون وثنيون عباد قبور ورافضة وعباد الصليب وما شاكل ذلك من هذه الاتهامات التي تمثل ابرز اسباب استهداف الابرياء .
ومن يأتي لكشف حقيقة هذا التوحيد يجد المهازل والمآسي والويلات في هذا الفكر المنحرف ، ويستغرب البعض كيف ممكن ان تنطلي مثل هكذا افكار خرافية اسطورية على الأمة الاسلامية فيتبعون ابن تيمية وامثاله ويطبقون فتاواهم في قتل الابرياء وانتهاك حرماتهم ! .وقد كشف المحقق والمرجع العراقي السيد الصرخي الحسني هذا الفكر التضليلي من خلال محاضراته الاسبوعية الموسومة (بحوث في العقيدة والتاريخ الاسلامي) والتي يلقيها مباشرة عبر قناة اليوتيوب التابعة لمركزه الاعلامي ، مبينا ضحالة وضآلة هذا الفكر ، حيث بين في محاضرته العاشرة من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) ان التيميون :” يكّفرون الناس ويبيحون دماءهم وأعراضهم وأموالهم بافتراءات الإشراك والوثنيّة والارتداد والجهمية وعبادة القبور والسحر والزندقة والصحوات والرافضة وعبّاد الصليب والطاغوت وأتباع الطواغيت، وهم أولى بأن تُقال فيهم وتلصق بهم هذه العناوين؛ لأنّها حقيقة تنطبق عليهم” .
وقد بين المحقق الصرخي ايضا مدى تفاهة ما يعتقدون به من شرك حقيقي وتجسيم واضح لله سبحانه وتعالى ، مستعرضا الحديث الوارد في صحيح البخاري والالباني وابن حنبل والقاضي والمروي عن النبي  (صلى الله عليه واله وسلم) في حديث انه قال : ”  ..رأيت ربي في أحسن صورة ..” ، وقد علق المحقق الصرخي على ذلك قائلا :
 “لم يخبرنا أحد التيمية والتوحيد الأسطوري من ذاك العصر إلى يومنا هذا، لم يُخبرنا أحدُهم وبدون تأويل أنّ الربّ في أحسن صورة بالمقارنة والتفضيل مع أيّ صور؟،هل بالمقارنة مع باقي صور الرب فأتاه هذه المرّة في أحسن صور الربّ؟! (( هذا الكلام ليس على نحو المزاح والفكاهة وإنّما هو دليل تام )) لكن هل أتاه بالأسود والأبيض أو بالملوّن؟! وهل أتاه (SD  أوHD  أو3D )؟! ، أو بالمقارنة مع الشباب المُرد الجُعد الأقطاط، ولم يخبرنا التيمي عن كون هؤلاء الشباب المُرد الذين قورنت صورة الرب بهم فكان أحسن من صورهم، فهل هؤلاء من شباب المعتزلة أو الأشاعرة أو الشيعة أو من شباب الصابئة أو الحرّانية أو النصارى أو اليهود أو غيرهم أو من الشباب الخليط من كل أولئك كي تكون عندنا صورة أوليّة مسبقة عن هيأة ولباس الرب وحسب انتماء الشباب المُرد الذين سنقارن مع صورهم؟! ولو تفضلوا علينا وأخبرونا هل الشباب المِثْلي مشمول بالمقارنة أو لا؟!”.
فعلا كما يقولون ” شر البلية ما يضحك” فبهذا الفكر الخرافي يخدعون الناس ، وبهذه الاساطير يغررون بالشباب ، وبهذه الخرافات يجعلون الناس تسير خلفهم دون عقل او دراية ، وعليه لابد من دعم الفكر الصحيح الذي يكشف هذه الخزعبلات والترهات والاساطير التي بُني عليها اسلام الكثير من الناس مما جعلهم يحملون الحقد والكراهية ويتسلحون بالعداء للاخرين ممن يخالفونهم في عقيدتهم الاسطورية الخرافية .