إستيقظ الشعب الكندي يوم الأربعاء، 22 تشرين الأول، 2014، لِيرى شيئاً مُروّعاً يحدث أمامه لأوّل مرّة عبر شاشات التلفزيون بنقل مباشر من العاصمة أوتاوا: إعتداء إرهابي ـ وهّابي على معقل الحرية و الشعبية (الديمقراطية)، داخل مجلس العموم أثناء أعمالهم اليومية.
الشرطة تلاحق المجرم الإرهابي ـ الوهّابي داخل أروقة مجلس العموم
الشعب الكندي يعيش حالة الصدمة و الذهول مِمّا يحدث أمامه، و يتساءل: لماذا، و نحن شعب مسالم؟ كيف، و نحن دولة متقدمة؟ ماذا يريدون مِنّا هؤلاء الهمج، و نحن بعيدون عنهم؟
رسالة الإرهابي ـ الوهّابي واضحة جداً: نحن غادرون لا أخلاق لنا، نضرب في الزمان و المكان الذي نريد من حيث لا تعلمون، و نُؤذي حيث تتألّمون، و نُكبِّدكم خسائر جسيمة بسبب نفقات الأمن و المخابرات و الجيش و الشرطة، و نَبُثُّ في قلوبكم الرعب، و نرغمكم على تغيير نمط حياتكم. و إذا كنتم قد أرسلتم طائراتكم المقاتلة لِتُلقي قنابلها على اخواننا المجاهدين ـ الوهّابيين في العراق فنحن نستطيع أن نُوجِعَكم هنا في عِقر داركم.
شرطي في أوتاوا شاهراً سلاحه يهرع إلى مكان الحادث الإرهابي ـ الوهّابي
و رسالة الحكومة الكندية و الشعب الكندي واضحة لا غبار عليها: نحن لا نستكين للإرهاب الوهّابي، و لا يُخيفنا التهديد و الوعيد و لا العنف ضد المدنيين الأبرياء. و نحن بالمرصاد لكلّ مجرم إرهابي ـ وهّابي آثمٍ، و نقضي عليه باللِّين أو الشِدَّة، بالسياسة أو بالرصاص و القنابل و الصواريخ، و أيدينا طويلة تصل إلى حيث يختبؤون. و إذا أساء الإرهابي ـ الوهّابي استغلال الحرية و الحقوق الإنسانية التي نؤمن بها و نمارسها في حياتنا اليومية، و استغل بعض الثغرات في القوانين التي تمكّنه من ارتكاب الجريمة الإرهابية فإنّ لنا من الأنظمة و الوسائل ما يكفي لعقاب المجرم و تحقيق العدالة، و لِيعيش طوال حياته في السجن نادماً على جرائمه البشعة، حيث يتمنى الموت و لا يطاله. و كل زعماء المعارضة الكنديين أعربوا عن تضامنهم التام مع الحكومة ضد الإرهاب الوهّابي.
و رسائل الحكومات و الشعوب المحبّة للسلام واضحة أيضاً: نحن مع الشعب الكندي، و مع الشعب العراقي، و مع الشعب السوري ضد الإرهاب الوهّابي أينما كان.
الجندي الضحية نيثن سيريلو
بعض الحقائق عن خلفية المجرم الإرهابي ـ الوهّابي:
شخص من مواليد كندا عام 1982 مضطرب العقل و النفس، لا يفهم الدين و اللغة العربية، و عليه إدانات قضائية كثيرة تشمل السرقة و حيازة المخدرات و العنف و التهديد و غيرها. أُلقي القبض عليه مؤخراً في كندا و صُودر جواز سفره لأنه كان ينوي الإلتحاق بالعصابات الإرهابية ـ الوهّابية في العراق و سوريا. ثم أُطلق سراحه لأن القانون الكندي لا يُجيز اعتقال المشتبه به و التحقيق معه حول نواياه الإرهابية. و هذا أمر مؤسف بذاته، و لذلك تريد الحكومة تغيير القانون الجنائي بحيث تستطيع سلطات الشرطة مصادرة جواز سفر المشتبه به و اعتقاله و التحقيق الطويل معه، و اخضاعه لعملية معاكسة لغسل الدماغ لكي يتخلص من التطرّف السياسي و الديني و المذهبي. كان المجرم الإرهابي ـ الوهّابي يحمل بندقية و قتل حارساً غير مسلح كان واقفاً عند ضريح الجندي المجهول، ثم توجّه إلى بناية مجلس العموم ليقتل رئيس الوزراء و أعضاء الحكومة و النوّاب. لكن الشرطة و الأمن الخاص تعقّبته داخل بناية المجلس و جُرِح بعض أفرادها، ثم أَطلق عليه النار شرطي مخضرم و أرداه قتيلاً على الفور.
المجرم الإرهابي ـ الوهّابي مايكل زيهاف ـ بيبو
و هذا الإعتداء الآثم هو الثاني من نوعه خلال أسبوع. فقد اعتدى مجرم إرهابي ـ وهّابي على جندي غير مسلح يوم الإثنين، 20 تشرين الأول، 2014 في إقليم كيبيك و قتله.
و ثمّة حقيقة أخرى خطيرة، و هي أن بعض المواطنين الكنديين المتعاطفين مع عصابات “داعش” توجهوا فعلاً إلى العراق و سوريا للقتال إلى جانب شركائهم في الجرائم. و يُقدِّر البعضُ عددَهم بحوالي 150 مجرماً.
إن الجرائم البشعة التي ترتكبها عصابات “داعش” في العراق و سوريا لها انعكاسات مباشرة في كندا و الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية. و يعتقد بعض الكنديين أن كندا فقدت “براءتها” عندما قررت حكومة ستيفن هاربر المشاركة بالجهد العسكري ضد عصابات “داعش” في العراق. و سواء اتفق المواطنون أو اختلفوا سياسياً مع حكومة هاربر فإنهم متفقون جميعاً على ضرورة مواجهة خطر الإرهابيين ـ الوهّابيين في كندا و العراق.