17 نوفمبر، 2024 1:59 م
Search
Close this search box.

الإرهاب الوهّابي لا يستثني أحداً

الإرهاب الوهّابي لا يستثني أحداً

إستيقظ الشعب الكندي يوم الأربعاء، 22 تشرين الأول، 2014، لِيرى شيئاً مُروّعاً يحدث أمامه لأوّل مرّة عبر شاشات التلفزيون بنقل مباشر من العاصمة أوتاوا: إعتداء إرهابي ـ وهّابي على معقل الحرية و الشعبية (الديمقراطية)، داخل مجلس العموم أثناء أعمالهم اليومية.

الشرطة تلاحق المجرم الإرهابي ـ الوهّابي داخل أروقة مجلس العموم
الشعب الكندي يعيش حالة الصدمة و الذهول مِمّا يحدث أمامه، و يتساءل: لماذا، و نحن شعب مسالم؟ كيف، و نحن دولة متقدمة؟ ماذا يريدون مِنّا هؤلاء الهمج، و نحن بعيدون عنهم؟

رسالة الإرهابي ـ الوهّابي واضحة جداً: نحن غادرون لا أخلاق لنا، نضرب في الزمان و المكان الذي نريد من حيث لا تعلمون، و نُؤذي حيث تتألّمون، و نُكبِّدكم خسائر جسيمة بسبب نفقات الأمن و المخابرات و الجيش و الشرطة، و نَبُثُّ في قلوبكم الرعب، و نرغمكم على تغيير نمط حياتكم. و إذا كنتم قد أرسلتم طائراتكم المقاتلة لِتُلقي قنابلها على اخواننا المجاهدين ـ الوهّابيين في العراق فنحن نستطيع أن نُوجِعَكم هنا في عِقر داركم.

شرطي في أوتاوا شاهراً سلاحه يهرع إلى مكان الحادث الإرهابي ـ الوهّابي
و رسالة الحكومة الكندية و الشعب الكندي واضحة لا غبار عليها: نحن لا نستكين للإرهاب الوهّابي، و لا يُخيفنا التهديد و الوعيد و لا العنف ضد المدنيين الأبرياء. و نحن بالمرصاد لكلّ مجرم إرهابي ـ وهّابي آثمٍ، و نقضي عليه باللِّين أو الشِدَّة، بالسياسة أو بالرصاص و القنابل و الصواريخ، و أيدينا طويلة تصل إلى حيث يختبؤون. و إذا أساء الإرهابي ـ الوهّابي استغلال الحرية و الحقوق الإنسانية التي نؤمن بها و نمارسها في حياتنا اليومية، و استغل بعض الثغرات في القوانين التي تمكّنه من ارتكاب الجريمة الإرهابية فإنّ لنا من الأنظمة و الوسائل ما يكفي لعقاب المجرم و تحقيق العدالة، و لِيعيش طوال حياته في السجن نادماً على جرائمه البشعة، حيث يتمنى الموت و لا يطاله. و كل زعماء المعارضة الكنديين أعربوا عن تضامنهم التام مع الحكومة ضد الإرهاب الوهّابي.

و رسائل الحكومات و الشعوب المحبّة للسلام واضحة أيضاً: نحن مع الشعب الكندي، و مع الشعب العراقي، و مع الشعب السوري ضد الإرهاب الوهّابي أينما كان.

الجندي الضحية نيثن سيريلو
بعض الحقائق عن خلفية المجرم الإرهابي ـ الوهّابي:
شخص من مواليد كندا عام 1982 مضطرب العقل و النفس، لا يفهم الدين و اللغة العربية، و عليه إدانات قضائية كثيرة تشمل السرقة و حيازة المخدرات و العنف و التهديد و غيرها. أُلقي القبض عليه مؤخراً في كندا و صُودر جواز سفره لأنه كان ينوي الإلتحاق بالعصابات الإرهابية ـ الوهّابية في العراق و سوريا. ثم أُطلق سراحه لأن القانون الكندي لا يُجيز اعتقال المشتبه به و التحقيق معه حول نواياه الإرهابية. و هذا أمر مؤسف بذاته، و لذلك تريد الحكومة تغيير القانون الجنائي بحيث تستطيع سلطات الشرطة مصادرة جواز سفر المشتبه به و اعتقاله و التحقيق الطويل معه، و اخضاعه لعملية معاكسة لغسل الدماغ لكي يتخلص من التطرّف السياسي و الديني و المذهبي. كان المجرم الإرهابي ـ الوهّابي يحمل بندقية و قتل حارساً غير مسلح كان واقفاً عند ضريح الجندي المجهول، ثم توجّه إلى بناية مجلس العموم ليقتل رئيس الوزراء و أعضاء الحكومة و النوّاب. لكن الشرطة و الأمن الخاص تعقّبته داخل بناية المجلس و جُرِح بعض أفرادها، ثم أَطلق عليه النار شرطي مخضرم و أرداه قتيلاً على الفور.

المجرم الإرهابي ـ الوهّابي مايكل زيهاف ـ بيبو

و هذا الإعتداء الآثم هو الثاني من نوعه خلال أسبوع. فقد اعتدى مجرم إرهابي ـ وهّابي على جندي غير مسلح يوم الإثنين، 20 تشرين الأول، 2014 في إقليم كيبيك و قتله.

و ثمّة حقيقة أخرى خطيرة، و هي أن بعض المواطنين الكنديين المتعاطفين مع عصابات “داعش” توجهوا فعلاً إلى العراق و سوريا للقتال إلى جانب شركائهم في الجرائم. و يُقدِّر البعضُ عددَهم بحوالي 150 مجرماً.

إن الجرائم البشعة التي ترتكبها عصابات “داعش” في العراق و سوريا لها انعكاسات مباشرة في كندا و الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية. و يعتقد بعض الكنديين أن كندا فقدت “براءتها” عندما قررت حكومة ستيفن هاربر المشاركة بالجهد العسكري ضد عصابات “داعش” في العراق. و سواء اتفق المواطنون أو اختلفوا سياسياً مع حكومة هاربر فإنهم متفقون جميعاً على ضرورة مواجهة خطر الإرهابيين ـ الوهّابيين في كندا و العراق.

أحدث المقالات