تعودت بلدان شرق أوسطية وعربية حين النظر الى ظاهرة ممارسة الجنس غير القانونية بالإتفاق بين الرجل والمرأة على تحميل المرأة المسؤولية الأكبر، وبالتالي يتم قتلها، بينما تتكفل عشيرة الرجل بدفع مبلغ من المال، ويعود الى حياته الطبيعية، في حين إن موازين العدالة تفرض أن يكون الطرفان في مستوى واحد من المسؤولية، وقد أكد القرأن ذلك بقول الرب: والزاني والزانية، وساوى بينهما بفعل الجريمة، وأمر بالرجم والجلد لكليهما، وليس لواحد منهما، وكان الإسلام يدرأ الحدود بالشبهات فلم يكن يأمر بالعقوبة إلا بصعوبة بالغة ليدفع عن الناس المهالك والحرج، ولكي يستمر فعل الستر.
في فعل الإغتصاب، وهو فعل شرير ودنيء، وهو مابعد التحرش، وهو مرحلة تلي التحرش، وتكون أشد وطأة، وأكثر ضررا، حيث يتم التحرش الجنسي بالفتاة، أو يمجموعة نساء، وقد يليه فعل الإغتصاب كما يحدث في بلدان عربية عديدة وشرق أوسطية، وتكون المرأة فيه ضحية، ولكنها لاترحم، وتتحول الى نوع من العار يلحق بالأهل والعشيرة، وقد تقتل، وقد تحبس وتعزل في المنزل، ولاتجد الرعاية الكافية، وتكون منبوذة من الناس، ومن المقربين منها.
في بعض البلدان يتم إرغام المغتصب على الزواج من ضحيته، وهو فعل باطل، وفعل دنيء في نفس الوقت حيث تستعيض بعض البلدان عن العقوبة المشددة بإرغام المغتصب على الزواج بضحيته، وهناك من الدول من تتيح للمرأة الدفاع عن نفسها، وقد تفاعلت خلال الأيام القليلة الماضية في بلد عربي قضية فتاة قتلت شخصا تحرش بها، وحاول إغتصابها، وكان يحمل سكينا، ولكنها كانت أشطر منه فسلبته السكين، وطعنته فمات.
القضاء في ذلك البلد رفض الإفراج عن الفتاة حتى اللحظة، ويطالب بإثباتات على براءتها، وإنها كانت تدافع عن نفسها، وهناك محاولات لتأكيد إن السكين التي قتل بها المتحرش كانت بيده قبل أن تسلبها منه، فإذا ثبت بالدليل إن السكين كانت بيده قبل محاولة فعل الإغتصاب فإن القاضي سيطلق سراح الفتاة، ويمنحها صك البراءة.
الإرهاب الجنسي يجتاح العالم العربي والإسلامي، وحتى في بلدان غير إسلامية، وتكون المرأة ضحية فيه، وقد عالجت السينما المصرية والتركية والهندية ذلك، وكانت السينما الغربية عالجت ذلك فالمرأة ضحية الإغتصاب في الحروب التي شهدتها أوربا منذ الحرب الأولى، وفي حرب البوسنة والصراع بين الصرب والكروات والحروب في أفريقيا التي جعلت المرأة الطرف الأضعف، ولعل أسوأ الصور حين جعل المتطرفون الدينيون المرأة ملحقة بهم لتكون سببا لمتعتهم وأنسهم وهم يذبحون في سبيل الله. والعياذ بالله.