الديمقراطية العصماء , المستوردة من الرمضاء , والمعممة بالدجل والضلال والبغضاء , تكشر أنيابها وتنشب مخالبها في صدور المواطنين الأبرياء , في مناطق مستهدفة منكوبة بأهوال الإزدراء.
المواطن يسير في الشارع ويحسب أنه يدوس على الأرض , وإذا بطائر مجهول يختطفه , ويرميه في حفرة الفناء , والخاطف مجهول , والمصير مجهول , وعليكم بالخنوع والقبول , ومن يسأل ويتذمر سيأتيه البلاء.
الحكومة تدري ولا تدري؟
المواطن يدري ولا يدري؟
منظمات حقوق الإنسان تدري , ولا يُدرى بما تدري , وهل قالت بما تدري؟
الخطف عمل إرهابي , له دوافع خفية , للترعيب وإشاعة الهلع بين المواطنين , وإصابتهم بتداعيات نفسية وخيمة , كالقلق الشديد , والكآبة وفقدان الرغبة في الحياة.
ويبدو أن الجهات المسؤولة ترفع رايات ” لا أسمع , لا أرى , لا أتكلم” , فهذه أمور لا تخصها , إنها بين الخاطف والمخطوف , العشائر يجب أن تحلها , وكل عشيرة تخاف من ظلها , عندما يأتي الموضوع لجرائم الخطف , فالمئات من أبنائها مغيبون , وما إستطاعت أن تأتي بجواب ناجع.
منظمات حقوق الإنسان ربما تعتبر الأمر شأنا داخليا , مثلما تقعل الدول المتبجحة بالديمقراطية , وإعلاء قيمة الإنسان , الذي يكون التعامل معه بمكاييل متنعددة.
فهو إنسان في مكان ما , ورقم في مكان آخر.
وما يحصل له في مكان ما جريمة لا تغتفر , وما يعانية في مكان غيره مسألة فيها نظر!!
أحوال الناس مطبوخة بالتهديد والوعيد والخوف المبيد , والدين يُمتطى والمنابر تلعلع , وكل مَن عليها جان.
ويبقى تاجر الدين المسلح الغانم , الفالح التابع المقلد المنان.
فإلى متى سيدوم الظلم والإمتهان؟!!
د-صادق السامرائي