29 ديسمبر، 2024 4:03 م

الإجراءات الاحترازية تشل حركة الطيران العالمي بين ليلة وضحاها

الإجراءات الاحترازية تشل حركة الطيران العالمي بين ليلة وضحاها

يواجه قطاع الطيران العالمي تحديات غير مسبوقة مع اتجاه غالبية الدول الى حظر السفر مع وقف أكثر من 90 في المائة من حركة الطيران ضمن خطة وقائية للحد من تفشي وباء كورونا أدى الى تكبد شركات الطيران في العالم خسائر بمليارات الدولارات نتيجة هذا التوقف بالاضافة الى هبوط أسعار أسهم هذه الشركات بنسبة 25 بالمئة تقريبا منذ بدء تفشي المرض.
هذا التوقف ( الاجباري ) دعا أتحاد النقل الجوي الدولي (الاياتا) الى ترجيح فرضية أحتياج شركات الطيران العالمية لمساعدات مباشرة من الحكومات بقيمة تتخطى حاجز ال 200 مليار دولار في ظل هذا التراجع المفاجئ في الطلب العالمي بنسب تصاعدية ستكون الأكبر وفق البيانات المتاحة على مدى 42 عاما.
أما على صعيد أدارات شركات النقل فقد حثت 3 من أكبر تحالفات شركات طيران عالمية (( وان وورلد” و”سكاي تيم” وستار ألاينس )) الحكومات على تقييم جميع الوسائل الممكنة لمساعدتها , علما أن هذه التحالفات تمثل أكثر من (58) شركة طيران رائدة في العالم , وكذا عملت شركات الطيران الأوروبية التي أطلقت نداءات عاجلة للمساعدة في حل هذه الازمة الاقتصادية التي تواجها والتي ستكون نتيجتها الافلاس بحلول نهاية مايو/أيار القادم ما لم تتدخل الحكومات ” ووفقاً لمركز CAPA للطيران الاستشاري “.
فيما لا يبدو في الافق أن هذه الأزمة ستنتهي في المستقبل المنظور فقد أعلنت أتخذت شركات طيران عدة بعد هذا الانهيار المفاجئ في الطلب على الرحلات الجوية إجراءات صارمة لأنقاذ ما يمكن انقاذه وتقليل الخسائر (المتمثلة بعدم أمكانية تسديد ثمن اسطولها من الطائرات , وايضا تلك الشركات التي تستأجر طائراتها ولا تزال عليها ديون لاتستطيع تسددها ) لأقصى حد ممكن من خلال تخفيض طاقتها بنسبة تصل إلى اكثر من 50% أو كما تدرس بعض هذه الشركات امكانية ايقاف اسطولها الكامل من الطائرات خصوصا طائرات نقل المسافرين مع أبقاء رحلات الشحن الجوي ورحلات الطيران الخاص للمقتدرين ماليا , وهو ماحصل فعلا في مناسبات عدة في الماضي بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة والازمات المتلاحقة فيما بعد من انتشار السارس الى الأزمة المالية العالمية.
اذن أن الاوان للمنظمات العالمية المتخصصة في الطيران والنقل الجوي وطبعا (أياتا) في مقدمتها أن يأخذوا دورهم المحوري في طرح رؤى حقيقية تساهم في أيجاد حلول للأزمة من خلال استضافة أجتماعات ( الكترونية ) تضم أصحاب القرار في الدول الاعضاء وكبار المتخصصين بهذا الشأن لاتخاذ قرارات مستعجلة تهدف الى طرح تمويل طارئ من البنوك الرئيسية المدعومة من الدولة تسهم في تقليل التأثيرات المالية لهذه الازمة تفاديا من أعلان أفلاس الكثير من هذه الشركات والذي بدوره سيعمل على تسريح مئات الالاف من العمالة المؤهلة في هذا المجال وأغلاق مصادر رزق لعوائلهم .
خلاصة القول إن شبح الركود قد طال هذه الشركات وسيسبب خسائر جسيمة لها نتمنى أن لاتطول كثيرا وخصوصا أن حجم الأزمة التي نعيشها نتيجة تفشي هذا الفيروس كبير جدا برغم أنه لا يرى بالعين المجردة.
﴿ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ صدق الله العظيم