18 نوفمبر، 2024 1:37 ص
Search
Close this search box.

الإتفاق النووي الإيراني-الدول الكُبرى وإنعكاساتهِ المستقبلية

الإتفاق النووي الإيراني-الدول الكُبرى وإنعكاساتهِ المستقبلية

بعد هجمات أيلول/سبتمبر 2000، أصبحت إيران عدواً سياسياً لأمريكا، بعد أن كانت عدواً عقائدياً، بمعنى عدواً من الدرجة الثانية، فقد أصبح تنظيم القاعدة(الذي تبنى تلك الهجمات)، وجماعات التطرف الإسلامي المسلح(الجماعات التكفيرية الإرهابية)، عدوهم في الدرجة الأولى.

يخالفني في رأيي هذا محلليين سياسيين، ممن يميلون إلى إيران، وكذلك الذين يميلون إلى أمريكا، وأخذوا يعطون تبريرات، منها إستخفافهم بالجماعات الإرهابية، كونهم عصابات لا أكثر، أما أمريكا فهي تكترث لأمر الدول التي تؤثر في سياسة العالم الإقتصادية، لكننا رأينا بأُم أعيننا كيف خربطت هذه الجماعات أحوال الشرق الأوسط، وبقية دول العالم في غضون أشهرٍ معدودات!

إن مثل هؤلاء المحللين الذين يتبعون أهوائهم، لن يستطيعوا أن يقدموا تحليلاً سياسياً مفيداً، للساسة أو المتتبعين، ولن يستطيعوا أن يقدموا قراءة صحيحة، لما سينجم عن الحدث، وهذا ما أراه في تحليلاتهم السريعة للأتفاق النووي، فقد بدأت التحليلات تهطل هطول المطر، عبر القنوات الفضائية، وبعدُ لم يكمل ظريف ضحكته العريضة من على شرفة “فيينا”!

أكدت أمريكا على أن للإتفاق بُعداً إقتصادياً أمنياً فقط، ووافقتها إيران ظاهرياً، هذا ما نستقرأه من خطابات مسؤولي الطرفين، لأن أمريكا دولة رأسمالية وما يهمها الإقتصاد، فسياستها مبتنية على الإقتصاد، وعلى عكسها إيران فإقتصادها معتمد على سياستها، ولا تأثير له على السياسة الإيرانية البتة، فبالرغم من فرض عقوبات إقتصادية صارمة على إيران، لكن إيران لم ولن تتراجع عن مواقفها السياسية، لا سيما نصرة الشعوب المظلومة والقضية الفلسطينية.

إيران تتمنى أن يتم تطبيق بنود الإتفاق، لا لأجله وإنما لما سيأتي بعده، من إتفاقات سياسية، سينعكس صداها على كل دول العالم، بالمقابل فإن أصحاب القرار الأمريكي يحاولون منع إسرائيل والسعودية من عرقلة الإتفاق، لأن الشركات الأمريكية ستحاول الإستثمار في إيران، وأرى بأن إيران سترحب بمثل هذا الإستثمار، لأن إيران لا تخاف، وهي في نفس الوقت تحاول أن تثبت عملياً، حسن نيتها لكافة دول العالم، وتريد أن تدخل في مصاف الدول العظمى.

هذا ما يُغضب إسرائيل والسعودية لأنهما ما زالا يعتبران إيران عدواً عقائدياً.

بعد أن تستفيق إسرائيل والسعودية من صدمة الإتفاق، سيرون أن الحوار مع إيران سيمثل لهم الحل الأسلم، ولكن سيبقى السؤال:

متى وكيف ستستفيق إسرائيل والسعودية من هذه الصدمة؟

أتصور أنهما ستستفيقان متأخرين، فستفشل السعودية في حربها على اليمن، وسيتخلى عنها شركائها، وستكوى بنار الإرهاب التي أشعلت فتيلها، وأما إسرائيل فهي وإن لم تدخل بعدُ فيما دخلت فيه السعودية، ولو ظاهرياً، لكننا قد نرى في المستقبل دعوات من إسرائيل للجلوس مع إيران، ومحاولة حل الأمور العالقة الكُبرى الشائكة عن طريق الحوار.

بقي شئ…

السلام يصنع الحياة، والحروب، لغة العاجز، وسلاح المجرم الذي يعشق الخراب، فتحية إجلال لجميع من يُنشد السلام من كل الأطراف.

أحدث المقالات