الكلام الرطين: الغير مفهوم
الرطانة: التكلم بلغة أعجمية , كلام مبهم
الذي يأتي بكلام لا يفهمه القارئ , يمثل الرطانة بصورها المتنوعة , ويحسب ما يكتبه إبداعا , ويلصق به صفة ما من صنوف الإبداع التي يراها.
أعلام الكتابة في مسيرة الإبداع يجتهدون بوضع ما يريدون قوله بكلمات قليلة تدل على المعنى , وإذا إنتفى الوضوح غاب الإبداع.
وتجدنا أمام ركام هائل من الكتابات الغامضة الرمزية المعقدة التي يعجز عن فهمها كاتبها , وتحوم حولها التأويلات الأكثر تعقيدا وإبهاما , وأصبح الإبداع مرهونا بالضبابية والنخبوية , وعدم الإقتراب من الواقع المبتلى بالذين يسمون أنفسهم بالمبدعين.
وبغياب الإبداع الواضح الجزيل البليغ الفصيح , تعثرت الأفهام , وتخبطت النواهي , وتحيرت الألباب , وتناسب الفعل مع ما يعتريها ويصيبها من التمحن بالإنعقار.
فلماذا ترطنت الكتابات , وتلعثمت الأقلام , وما عاد للمكتوب قيمة ولا أثر , فهو مجهول الفحوى , عاري عن المعنى , كأنه صومعة أوهام , ومتاريس إبهام.
يبدو أن التقليد الأعمى والتواصل مع الآخرين دون التفاعل الواعي مع معطياتهم الفكرية والمعرفية , تسبب بنقل اللامفهوم إلى واقع يتوهم فهمه وإستحضار جوهره , ويدور حوله ولا يدريه , مما تسبب بتلاحيات مريرة وتناقضات خطيرة , تفاعلت مع البيئة الجديدة فأنتجت , مواليد ذات تشوهات إبداعية مروعة.
العربية لغة الوضوح والتعبير الدقيق عن الفكرة , ووضعها في عبارات تدل عليها وتقرنها بمعطياتها الواعدة , وأصولها التي إنطلقت منها.
أما الإتيان بما يشبه الغربان , ونحسب نعيقها سجع الورقاء الزاهية الألوان , المعبرة عن الحب والسلام , ففي ذلك إنحراف وإجرام.
فهل لنا نكتب بلغة الضاد ما يصونها من الإجحاف والإجهاد؟!!
د-صادق السامرائي