23 ديسمبر، 2024 2:41 ص

الأَبعاد وأَبعاد الأبعاد في قضية الفريق الساعدي !

الأَبعاد وأَبعاد الأبعاد في قضية الفريق الساعدي !

وكأَنَّ حكومة عادل عبد المهدي تفتحُ جبهةً على نفسها , او أنها تفتح جبهةً بالضدّ من كلّ الموجبات والمقتضيات الجماهيرية والوطنية , والمصلحة الوطنية ايضاً . ويلاحظ ذلك أنّ الإجراء المتخذ بحقّ الساعدي قد جاء فوراً بعد قمع تظاهرة سلمية لأصحاب الشهادات العليا وبعنف , فلماذا هذا التوقيت المتتالي والمتزامن وما قد يتبعه ايضاً .؟ وهل تشعر الحكومة بأوضاعٍ نفسيةٍ مضطربة تجرّها الى ارتباك .! او < إنَّ وراء الأكمّةِ ما وراءها > .!

ثُمَّ , بجانب وبغضّ النظر عمّا يحظى به الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من شعبيةٍ وجماهيريةٍ عالية , وهو الشخص الوحيد والفريد الذي يحظى بذلك منذ سنة الإحتلال في 2003 والى غاية الآن , فمن الملاحظ أنّ معظم القوى السياسية والأحزاب ” رغم تناقضاتها ” تقف بالضد من من هذه ” العقوبة ” او نقله من منصب قائد قوات جهاز مكافحة الأرهاب الى ملاكات وزارة الدفاع , وأنّ ايّ قوىً اخرى قد تؤيد إبعاده عن الجهاز , فلم ولن تمتلك سوى الصمت المطبق والمحرج والفاقد لأيّ بدائلٍ اخرى .!

الى ذلك , فبالرغم من مصداقية وصدقية الفريق الساعدي في كلماته وتصريحاته في الإعلام وخارج الأعلام , فحين أجابَ لسؤالٍ من فضائية الشرقية عن عدم معرفته للأسباب الكامنة وراء ازاحته من الجهاز , ومع اشارةٍ عابرةٍ وشبه خفيّة عن دور قائد الجهاز ” الفريق طالب شغاتي ” في ذلك , رغمَ أنّ الأمر يعود اساساً للقائد العام للقوات المسلحة السيد عبد المهدي , فلعلّ الفريق الساعدي ” وكعادته ” اراد الأبتعاد والخوض والغوص في الجوانب السياسية القائمة في هذه الحكومات المتعاقبة والمضطربة .

ودونما ريب , فالقضيةُ لم تأتِ عبثاً ولم يكن قرار البتّ فيها ” بينَ منتصفِ ليلةٍ وقبل حلولِ ضُحاها ” , ولا بدّ أن يغدو لها حساباتٌ وتحسّباتٌ ما قد أملتها اعتباراتٌ خاصة , فقرارُ الإبعاد هذا جاء بعد الأجواء السيكولوجية التي خيّمت على رؤى الحكومة العراقية إثرَ فشل كلّ المحاولات التي جرت في دورة الأمم المتحدة السنوية والتي تمحورت حول لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني جونسون مع الرئيس الأيراني روحاني لحلحلة ملف الأزمة مع طهران , والتي اعقبها تصريح السفير الأيراني في بغداد اللواء ” ايرج مسجدي ” بأنّ ايران سوف تضرب المصالح الأمريكية من داخل العراق ! اذا ما تعرّضت لأية ضرباتٍ امريكية , ولعلّ ذلك وسواه ما جعل طاقم القائد العام للقوات المسلحة في حالةٍ من التشكيك الأفتراضي بكلّ قائدٍ عسكريٍ يمتلك من الشعبية الجماهيرية والمشاعر الوطنية , للتحسّب الأستباقي لأيّ ردودِ فعلٍ مفترضة .! , وإذ هذه وجهة نظرٍ في سياقات وتحليلات الإعلام , لكنَ وجهة النظر المقابلة الأخرى , ولعلّها الأقوى فهي في احتمال استبدال الفريق الساعدي بقائدٍ آخر من الحشد الشعبي او من أحد قادة الفصائل المسلحة في تشكيلات الحشد للسيطرة على جهاز مكافحة الأرهاب , حيث سبق لرئيس الوزراء أن إستبدل سكرتيره العسكري الفريق الركن محمد البياتي بأحد قياديي منظمة بدر السيد ” تحسين عبد مطر العبودي – المعروف بِ – ابو منتظر الحسيني – , وكذلك استبداله للمفتش العام لوزارة الدفاع ببديلٍ آخر من الحشد الشعبي ايضا .

التوجّهات القائمة والحالية لرئيس الوزراء توحي وكأنها في صدد ازاحة بعض الآخرين من كبار قادة القوات المسلحة , واستبدالهم ببدائل اخرى .! , ولعلّ ايضاً هنالك تحسّبات اخرى مفترضه مما قد تفرزه التظاهرات المليونية التي جرى الدعوة اليها في السوشيال ميديا في اليام المقبلة , والوضع العام يتيح ويسمح لكلّ الفتراضات وحتى المفاجآت .!