احداث جسام كثيرة ألٌمت بالعراق خلال السنين الماضية ، وللكثير منها اسباب ونتائج وادوات مبهمة ومنها مادبر بليل .. ومن العراقيين من يعرف !! .. ومنهم من لايعرف “طوعا او كرها”.. ليكتفوا بمقولتهم الشهيرة (( والله لاندري .. اصبحنا لانعرف الصدق من الكذب )) لهذا تركن في خبر كان .. الامر الذي مكن الجهات الصانعة لهذه الاحداث التلاعب بالعقول .. وبنتائجها فيصبح الاسود ابيض.. والابيض اسود .. ولتسهم العقد الطائفية والحزبية والعرقية وغيرها بالانفراد والتحكم فيها… وفي نظرة بسيطة ، هل ياترى اختلطت الامور على الناس بالفعل.. ؟؟ ام ان هول الاحداث ودمويتها سببت لهم الصدمة لدرجة الاغفال والاهمال لحقائق الامور.. ام ان في الامر أياد خفية تعمل بدون كلل لتدير هذه الاحداث ومجرياتها من خلال ظلمات السراديب .
والامثال في هذا الجانب كثيرة جدا نكاد لانحصيها ..بل وننسى اهمها في بعض الاحيان لانه يراد لنا ذلك لنكون مسيرين لامخيرين ..وأقرب مثل الينا سقوط مدن – الموصل وصلاح الدين واخرها الانبار – لهو خير دليل على ذلك .. فالجميع يظهر تعجبه واستغرابه من سير احداثها وسرعتها .. فمنهم من لم يتقبل عقله سقوطها مستندا بالثوابت الراسخة التي كانت تتمتع بها هذه المناطق من تواجد قوات امنية وعسكرية منضبطة ذات تدريب وتجهيز عال وباعداد كبيرة جدا قياسا لحجم المنطقة..
وهكذا وبكل سهولة ورغم خطورة وجسامة الحدث الا ان الامور والاسباب سيرت في غير محلها الحقيقي وافهمت للناس بشكل مدبر سلس .. مسبق التخطيط .. كما حدث في نتيجة سقوط الموصل مثلا .. فمنذ اليوم الاول لسقوط المدينة بدأت ماكنة الظلام عملها لتسثمر الهزيمة نحو الاهداف الجهنمية التي لم تتسع للعقول البسيطة الساذجة ،التي تلقفتها بعقلية المتعصب لطائفته ولفريقه سواءا كان خاسرا او رابحا .. وتلاعبت بها الريح الصفراء والايادي الخفية لتصنع منها انتصارا و لتوجه اصابع الاتهام للحلقة الابعد في سبب سقوطها وهو محافظها .. وبدل من ان يحاسب من له القوة والقيادة والاوامر .. فان هذه الايادي أوهمت كل من له مصلحة بضرب المحافظ بان المسبب الاول ، لعلاقته السيئة بالحكومة التي اثرت على معنويات “عشرات الالاف من الشرطة والجيش ” وهم يشكلون خمس فرق عسكرية عالية التدريب والتجهيز وبما فيها الـ ( 2500 ) عربة همر الذي اعترف بها رئيس الوزراء والتي يقودها ( 2500 ) سائق صحبة (2500) رامي سلاح متوسط مع اخر سلاح خفيف .. في مواجهة اقل نصف عددهم من عناصر داعش ..
اذن اين مكان قادة هذه الفرق من الاعراب واين مكان ضباط وجنود هذه الفرق .. والاهم اين القائد العام واعضاء قيادة القوات المسلحة .. فهل غلبهم كلهم .. رجل واحد ( المحافظ ) وهو مجرد من السلاح الا ببندقية تحميه رفقة عدد من حمايته على اصابع اليد الواحدة لايحملون سوى البنادق الخفيفة … فهل هذه الحقيقة الساذجة التي تحاولون اقناعنا بها بعد ان اقنعتم انفسكم بها .. وجيشتم وحشدتم كل ادواتكم في المحافظة وخارجها من احزابكم واذنابكم لتنفيذ الخطة الظلامية السوداء .
من هنا ننطلق للوصول الى الحقيقة والقناعة التامة التي نريد للجميع معرفتها .. متجردين من كل العقد والولاءات ..كما نأمل من الجميع التجرد منها لتبقى الحقيقة الناصعة ظاهرة للعيان يذكرها التاريخ بكل انصاف .
اذن كلنا نشعر ان هناك اياد خفية تعمل في دهاليز الظلام .. لتصنع الاحداث ثم تحركها وتجيرها بارادة ظلامية خارجة عن حاضرتنا وارادتنا .. وتعمل وفق اسلوب وخطط استراتيجية اكبر من حجم المتصدين للعملية السياسية الحالية .. ونؤكد منهم من يعرف وليس لديه حول ولاقوة .. اما خوفا او انتفاعا ..
فهل سأل احد نفسه ، هل ان القصد من وراء ذلك لابعاد التهمة عن القائد العام وقيادته والصاقها بشخص محافظ الموصل للتهرب من العقاب .. ؟؟ الجواب بالتاكيد سيكون ..لا ..و الف لا !! لان اللعبة التي تلعبها الايادي الخفية اكبر من ذلك .. وما تلى الموصل وصلاح الدين والكثير من الاحداث في محافظة ديالى والحويجة والفلوجة وجرف الصخر وحزام بغداد واخرها تسلسلا احداث سقوط مدينة الرمادي ..حيث ان جميع المعنيين كان متاكدا من ورود امرا باانسحاب القوات الامنية والعسكرية من المدينة .. ولكن لم يتمكن او يتجرأ احدا من البوح بشيء و الجميع نأى بنفسه .. بانتظار ما تؤول اليه نتائج اللجنة التحقيقية التخديرية التي امر بها رئيس الوزراء والتي ستنتهي فصولها باقالة محافظ الانبار .. كما حدث مع محافظ نينوى وتحميله سبب السقوط .
ويلاحظ المتابعون والمحللون والمهتمون بان الايادي الخفية تعمل بوتيرة منتظمة لاسقاط دور الجيش العراقي واهانته وكسر هيبته التاريخية ..وابداله بالحشد الشعبي ورفع شأنه ومكانته وتسير خطتهم الى الان بنجاح وفق ما خطط لها .. وان جميع الممثلين يؤدون ادوارهم بنجاح.. وتعمل هذه الايادي ايضا لاحداث تغييرات ديمغرافية في المحافظات المنتفضة السنية وتهجير جميع سكانها واهانتهم واذلالهم .. فالسلاح اليوم هو بيد فئة واحدة ولصالح فئة واحدة .. وان لجميع هذه الاحزاب والتيارات لهذه الفئة الوحيدة ” اجنحتهم العسكرية الضاربة “..مما يمكنهم من ان يكونوا الاذرع الممدودة التي تتلاعب بها هذه الايدي وفق المخططات المرسومة لها .. الا فئة واحدة لايسمح لها بحمل السلاح او تشكيل اية قوة عسكرية ، وهي الفئة المستهدفة في العراق وفي المنطقة.. وقد اوغلت هذه الايادي في بحور الدم التي وعدونا وهددونا بها سابقا .. و تمكنت اليوم من تشديد الخناق على رقابنا ..
فالكذب اليوم اصبح سمة حقيقتهم وعلى الجميع ان يصدق كذبهم .. ومن يخالفهم هو عدوهم .. لانهم اليوم اصحاب قوة وسلطة ولكن من اين استمدوا هذه القوة .. فبالتاكيد الايادي الخفية .. وادواتها التي تمكنت من التلاعب بالعقول بالتهديد والترغيب .. فكسبت ضعاف النفوس والجبناء اولا .. ثم الجمت النشطاء بالقتل والتهديد والتهجير .. وحيدت الاخرين .
لعبة الايادي الخفية هي لنا واضحة وضوح الشمس .. ونعرف من اين امتدت ولاين تنوي الوصول .. وباي اذرع تلعب ..