تقدمت التكنولوجيا , وأبدع العقل ما يتفوق عليه ويتجاوزه بسرعة الإنجاز ودقته , وتحولت المسيرة من الإعتماد على الأيدي العاملة , إلى الأيدي العاملة الروبوتية , التي جعلت البشر فائض عن الحاجة , والبعض يرى ضرورة القضاء على أعداد عظيمة منه.
كانت الدنيا تتحرك بعضلات البشر , وبعد أن بلغ العقل ذروته الإبتكارية , وُجدَت الآلة التي تغني عن الحاجة للبشر.
كان الحقل الزراعي بحاجة لعشرات الفلاحين والعاملين , واليوم تديره ماكنة أو بضعة مكائن , يتحكم بها شخص جالس أمام جهاز التحكم بها عن بعد.
وكانت مصانع السيارات توظف الآلاف من العاملين , واليوم تجدها تنتج نوعيات متطورة بالإنسان الآلي , وفيها بضعة أشخاص يعملون , والإنسان الآلي يفعل كل شيئ.
وبلغت الحالة أن تم صناعة آلات قادرة على القتال الذكي والدقيق , فأصبحت الحاجة للجنود في تناقص , لأن الأسلحة الذكية القادمة من بُعد تؤدي المهمة بدقة متناهية , وتصيب أهدافها دون خسائر بشرية من الطرف المهاجم.
وتلعب الطائرات المسيرة دورها المتعاظم في الحروب , مما سيؤدي إلى الإستغناء عن الطائرات المقاتلة في المستقبل القريب , ما دامت هذه الطائرات قليلة الكلفة ويمكن توجيهها , وتصيب الهدف المطلوب , وتتسبب بتدميره.
وبموجب ما تقدم من عينة لما يحصل في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , ستنتقل الدنيا في العقود القادمات إلى حالة غير مسبوقة تتحكم بها الآلة , ويكون البشر مذعنا لها وينفذ أوامرها.
وإذا كان القرن العشرين عصر النفط , فالقرن الحادي والعشرين عصر الآلة المهيمنة على مقدرات الحياة بأسرها.
فهل إنتفت الحاجة للكثرة البشرية؟!!