ما فارق ذكراكِ وجداني، كيف لا وأنتِ تواجهين أشرار الأرض! سيدتي زينب عليك سلامُ خالقك السلام.
عُشرون يوماً وقدمكِ يدمي الأرض، من كربلاء إلى الشام، يهزُ الطغاة ويزلزل عروش الشيطان، رؤوس فوق الرماح للعظمة مزفوفة ، وأخرى على العروش مسقومة.
كلها تَسير، أنتِ وأخيك الإمام وظالمي حقكم، تسيرون في دَرب العدالة الألهية، رضيتم انتم فكان العُلى نصيبكم، وفرحوا هم بقتلكم، صاحبهم الخزي وتلقفهم العار، دُنيا وأخرة.
سيدتي؛ أوَ تعلمين ماذا خطت أقدامكِ الطاهرة؟، عقلية الكُفر التي أودتيها بشسع نَعلك، مَن منكما هو الأسير؟! أنتِ أم هُم، الخليفة والأمير والقائد والقاتل، بشسع نعلكِ المقطوع قطعتي تأريخهم، ويستمر مَسيركِ عامٌ بعد عام، ينحر بالتقوى كُل يزيد، يذبح كُل شيطان.
دمٌ ذبح سيف، سَبعون قتلوا ألاف، وأسيرة أنتصرت على الخليفة، خالقنا العادل شاء أن يضع فيكِ وأمكِ أمرين مهمين، ربط النبوة بالأمامة وحفظهما، يا حافظة الإمام والدين، يا يدُ القوي الشديد.
عُنِّفت بنت نبي الأمة، مِن دمٍ ودموع تَرسم صرخة إيمان، في لحظة التعنيف والترهيب، وقت أبداع عدوها بالتخويف، صُرعت القرشية السبية، صرعها الخوف والقلق، ليسَ خوفاً من موت لامس أناملها، ليست تخشى الام الأسر، بل هو القلق على الإمام المُوصى بهِ، عَليلٌ يُريده الرب، أختاره لُيبقي الدين.
حلوٌ ومُر، أختيار الأول من صفر في كُل عام، يوماً لمناهظة العُنف ضد المرأة، دعوةٌ مؤيدة من السيدة زينب (عليها السلام)، مِن تلك الحُرة التي أُدميت وعُذبت وأُسرت وهُددت، منها الطاهرة التي أنتصرت، جاءت دعوة فقيد الأمة الأسلامية، سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس)، ليكون هذا اليوم، يوماً أسلامياً لمناهظة العنف ضد المرأة.
المرارة تُخنق أنفاس الأمنيات، عندما نرى تخاذل الدول المسلمة من هذه الدعوة.
دينُ زينب ودين يزيد، الإيمان كُله بلسان أمرأة، والكفر كُله بجثة رجل.
ونحن نعيش في زمنٍ تكالب فيه القريب والبعيد على ديننا، هنا يصورونه بالرجعي، وهناك بدين القتل، وهنا وهناك يتفقان على تعنيف الدين للمرأة، على الدول الأسلامية الأختيار، دينُ زينب هو دينكم أم دين يزيد؟، وإلا فهذان لا يجتمعان.
لكوننا نعيش في بلدٍ ضم يوماً ما.. مثل عزيز العراق، بلد تلك الدعوة العظيمة، التي غرست مفهوم الإنتصار على السبي، ننتظر بجدية من الحكومة تفعيل هذا اليوم بكل أبعاده، فكرياً ونظرياً وعملياً، اليوم أو غد، سنجد المرأة العراقية في مركزٍ مهم، وإن أنتظرنا طويلاً ربما سنجدها على رأس الحكومة، وهي ولأنها تعرف أكثر منكم، ستهتم جيداً بهذه الدعوة.