السلطة السياسية تكون محصورة بيد فئة صغيرة من المجتمع تتميز يالمال والنسب والسلطة العسكرية.
الأثرياء الذين جمعوا ثروتهم بإجتهادهم وذكائهم , ربما يستحقون قيادة المجتمعات , أما الأثرياء الذين إكتسبوا الثراء دون جهد , وإنما وفقا لقدراتهم الإستحواذية على ثروات البلاد والعباد , فلا يملكون الحق في التسلط على الشعب وتقرير مصيره , وإحتكار ثرواته.
فالثراء عند نسبة ضغيرة من البشر , وبعضهم يملك ما لا تملكه دول , فرصيده يفوق ميزانيات عدة دول مجتمعة.
فكيف سيحكم الأثرياء مجتمعات الفقراء؟
الخلاصة البديهية , أن الفقر سيزداد والثراء سيتنامى
“…فما جاع فقير إلا بما متّع به غني”
فهل سيسود سلوك تسلط الأغنياء على مصائر الفقراء؟
ترى مَن هو الفقير؟
الضعفاء فقراء , وأحد عناصر الضعف قلة المال , وهناك عناصر كثيرة أخرى تساهم في الإضعاف وتعزيز الفقر الشامل.
وتعريف الفقر يختلف بين الدول وفقا للدخل السنوي للفرد , فالفقير في بعض الدول ربما يتفوق على إبن الطبقة الوسطى في دول أخرى , فلا يوجد معيار ثابت لتحديد الفقر , وأحيانا يتناسب طرديا مع الدخل السنوي للدولة الفاشلة , فإذا زاد كان معيار الفقر أعلى قيمة مما لو نقص.
ترى هل ستنجم أخطار من هذا السلوك؟
إن إجتماع المال والسياسة , كإجتماع الدين والسياسة , ويمكن مقارنة الأضرار الناجمة عنهما على أنها متماثلة , أي أن المال سيخرب السياسة بالفساد الذي سينخر مؤسساتها , ويحولها إلى تجارة , مما يعني أن الدولة الضعيفة ستصبح كأي بضاعة عليها أن تأتي بأرباح وفيرة.
والدول صاحبة الثروات سيتم حلبها حتى تجف أضرعها , لعدم قدرتها على الإستثمار الرشيد المعزز لقوتها بثرواتها , فتطالها أيادي التجار الأقوياء المتحكمين بمصير الدنيا.
ولهذا فالعالم مقبل على محطات قاسية وتفاعلات مروعة , تساهم في تنمية الثروات والإفقار.
فهل ستستنبط العقول رؤية جديدة للحياة الحرة الكريمة؟!!
د-صادق السامرائي