18 ديسمبر، 2024 5:12 م

الأوطان حية لا تموت!!

الأوطان حية لا تموت!!

الأرض كائن حي وأوطانها حية خالدة فيها , وتمثل علامتها الفارقة وهويتها المتميزة , فالأرض لا تضحي بأوطنها كما يتوهم خلقها.
الأرض تصنع أوطانها جغرافيا وتأريخيا وخًلقيا , وقد يقول قائل أنها حالات تم تقسيمها من قبل إرادات بشرية , لكن هذا التقسيم ناجم عن مؤثرات جغرافية وتأريخية وديمغرافية , تفرض على المُقسم وجودها وشكلها الذي يميزها عن غيرها.
فأشكال الأوطان غير متشابهة , ومحكومة بعوامل متنوعة أوجبت شكلها.
وبموجب ذلك فللأوطان إرادات لا نبصرها , وتواصلات مع خلقها الذين يتفاعلون مع ترابها , والعلاقة متوازنة , فإحترام تراب الأوطان ومميزاتها يساهم في تنمية القدرات الكفيلة بصناعة الحياة الأفضل , والعكس صحيح.
فالأوطان لا تموت ومَن عليها يفنى ويتبدل , فلو نظرنا في مسيرة أي وطن , لوجدنا العديد من الأجيال قد تفاعلت فوق ترابه , وذهبت وبقي الوطن حيا فاعلا في الحياة.
ومعظم البلدان في ربوع الحضارات القديمة , مرّت عليها أمواج متدفقة من الأقوام الذين أطلقوا ما فيهم وغابوا , وبقيت تحكي لنا عنهم بما تركوه من آثار.
إن القول بموت الأوطان وهْمٌ فاعل في بعض المجتمعات , التي يُراد لها أن تندحر وتخيب , لكن ما فيها من موروثات حضارية وطاقات إنسانية توجب عليها التحدي , والإصرار على كينونة أفضل ومقام أرفع , ودور أنشط في مسيرة الدنيا المظفرة بالإنجازات.
وهذا الوعي والتبصر يحتم على المجتمعات التمسك بالتفاؤل , والعزيمة الكبيرة المؤمنة بتحقيق التطلعات والأهداف المرجوة لبناء المستقبل الأزهر والأجمل.
ولابد من حشد الطاقات الواثقة بالتألق والتفتح والتعبير عن جوهرها الحضاري , فوق تراب الوطن المزدان بعطاءات إنسانية أصيلة.
فهل لنا القدرة على طرد الهذيان الفاعل في الإنسان؟!!