17 نوفمبر، 2024 11:26 ص
Search
Close this search box.

الأوطان بقادتها!!

قد لا يتفق الكثيرون مع العنوان , ويحسبون الأوطان بشعوبها , والواقع البشري في مسيراته المتنوعة الطويلة , يؤكد أن الشعوب تتبع ولا تقرر , وهي مطية قادتها أيا كان نوعهم , فمشيئة الشعوب من مشيئة قادتها , وإن لم يتوافقوا معهم.
فالقادة هم الذين يعمّرون ويخربون ويدمرون , ويذلون ويعزون , ويؤكدون السيادة الوطنية ويتبعون , وينتصرون وينهزمون , ولا حول ولا قوة عند الشعوب سوى أن تدين بدينهم , وتسير على صراطهم إن كان مستقيما أو معوجا.
قد يقول قائل , إنها الديمقراطية , والشعوب تقرر , فهذا تضليل وإفتراء , الشعوب تأتي بمن يحكمها , وبعد أن يتسلط عليها لا تستطيع عمل شيئ سوى أن تلتزم بما يريده منها , فقد إمتلك وسائل السلطة ويمكنه أن يبرر ما يريد فعله بطوابير من الأبواق المهللة لمناهج الكرسي العنيد.
ويمكن الإتيان بأمثلة معاصرة وغابرة كثيرة , تسببت بها الديمقراطية بعد أن وضعت أشخاصا إكتسبوا صفة القيادة وأذاقوا شعوبهم الويلات الجسام.
إن القائد هو الذي يقرر مصير البلاد والعباد وليس العكس , وتلك سنة التفاعلات السياسية القائمة في الأرض , وديدن الحكم بأنواعه , وسميه ما شئت , فالبلدان والشعوب السعيدة هي التي تفوز بقائد وطني يحب بلاده وشعبه ويهتم بمصالحها.
اما إذا تغرغرت بالمصطلحات والإدعاءات وتوهمت بما يُراد لها من الأوهام والهذيانات , فأنها ستأتي بقادة يذلونها ويهينون وجودها , وينطلقون بها نحو مهاوي الردى والنكبات , كما حصل في عدد من بلداننا التي أصابها الوجيع والنكد بسبب الحمقى والسفهاء الذين تسيّدوا عليها وقادوها إلى سقر.
فهل لنا من آليات للإتيان بقادة يؤمنون بمصالح الوطن والمواطنين؟!!

أحدث المقالات