كما نشر الغسيل على السطوح , واذ يصل نشر الخلافات والإنشقاقات على شاشات الفضائيات العربية , بين احزاب السلطة او احزاب الأسلام السياسي , وبتعبيرٍادق داخل الأطار التنسيقي , ودونما اعتباراتٍ للحياء السياسي ” اذا ما وُجِد ” ودونما اكتراثٍ لحفظ ماء الوجه او عدمه .! وما يرتبط بذلك حول التنافس الحادّ لخوض غمار انتخابات مجالس المحافظات ( وكأنّ السادة ينقصهم النفوذ السياسي ويفتقدون الأموال!)
مع هذه السبيكة السياسية – الحزبية غير المتجانسة والتي تتزامن وتتواءم مع العقوبات الأمريكية على مجموعة مصارف عراقية جرّاء تهريب عملة الدولار الى خارج الحدود ” ودونما حدود ” , ولعلها بتناغمٍ نشاز مع ازمة الأنواء واجواء الكهرباء التي طالت الأوضاع النفسية للجمهور العراقي , فإنّ السِنة اللهب المعنوي والعملي للوضع العراقي غدت تلامس حافّات الحالة الميؤوس منها لدولة محسوبة كعضوٍ في الأمم المتحدة , وقد ازدادت حركة التأرجح والإهتزاز للعراق على الصعيد الدولي , وامسى اقرب الى فريسةٍ للتدخلات الأقليمية , وكأنه لا حلول إلاّ بأنبعاث شرارة النّار.! ومديات انتشارها المفترضة .!
بعيداً – قريباً عن مجمل ذلك , ومن خلال زيارة وزير الخارجية الكويتي الى بغداد , والهدف من هذه الزيارة وبما يتعلق بمحاولة ترسيم وتثبيت الحدود , فما يجري من تسريباتٍ خاصّة من احدى السوشيال ميديا ” والتي انتشرت كالنار في الهشيم ” فإنّه شديد الخطورة التي لا يمكن توصيفها .! فالمسألة امست واضحت تهدد كيان العراق كشعب وكدولة وكأجيالٍ قادمة .! ولم نسمع حتى الى تكذيبٍ او نفيٍ < شكليٍ > من وزارة الخارجية بهذا الشأن . وعلى المكشوف نقولها وبتحدٍ أن يجري نشر كل تفاصيل مباحثات الوزير الكويتي مع الجانب العراقي في الإعلام كلمةً بكلمة .! ولا نقول بعرض هذه المفاوضات بالبث المباشر على شاشة التلفزة الرسمية عبر ” قناة العراقية ” .!
من جانبٍ آخرٍ أبعد قليلاً من الزاوية الجيوبوليتيك , فحالة الود والدفئ التي انبعثت منذ شهرين ونيف بين السعودية وايران , وبعض الأقطار الخليجية ” إثر وساطة صينية ” , لم تعد تتحمّل مثل هذه الحالة غير المعتاد عليها في التأريخ السياسي الحديث , اي منذ الثلث الأخير من ثمانينيات القرن الماضي , إذ يندلع الخلاف بهدوءٍ مبرمج لحد الآن حول ” حقل الدرّة ” الغازي الذي تسميه طهران ” بحقل كارش ” والذي تؤكد السعودية والكويت ملكيتها له , بينما تؤكد طهران العكس , ولعلّ الأغرب في ذلك أنّ هذا الخلاف يعود الى ستينيات القرن الماضي , فعلامَ اعادة انبعاثه الآن .! وما وراء وأمام ذلك .!؟
كأنّ الأبعاد غير المرئية بين حرب الناتو وروسيا في الملعب الأوكراني ليست منفصلة عن ذلك , ولم يظهر من تحت عبائتها سوى المتغيرات في النيجر , والتي تفتقد الجامعة العربية لأيّ موقفٍ منها لحد الآن .!