23 ديسمبر، 2024 3:16 ص

الأهوار وزوج آجاثا كريستي

الأهوار وزوج آجاثا كريستي

شارك اللورد ماكس مالون زوج الروائية الشهيرة اجاثا كريستي في التنقيب عن أثار مدينة أور مع رئيس بعثة التنقيب العالم الآثاري ليوناردو وولي ولحساب جامعة بنسلفانيا الأمريكية ، وكان كاتب المذكرات متمكناً من موهبته الأدبية. وكان التخيل في الوصف صنعتهُ هواجس الذات الرقيقة.
وحقا كان ماكس مالوان في هذه المذكرات أديبا من النوع الجيد. وربما أستفاد من مهارة زوجته آجاثا كريستي في صياغة الفصول وقد بانت مهارته الأدبية في تلك المرثية الرائعة التي دونها يوم رحلت عنه أجاثا الى الأبد ومذكراته توشك على الانتهاء: (عندما وصلت الى الصفحات القليلة الأخيرة من هذه المذكرات، توفيت عزيزتي آجاثا بسلام وهدوء بينما كنت أدفع كرسيها ذي العجلات الى حجرة الجلوس بعد تناول الغداء. كان أعظم سلوان لي أدراكي الذي تكون من مئات الرسائل، أن الأعجاب أمتزج بقدر متساو من بالحب ، الحب والسعادة اللذين كانت آجاثا تشعهما في شخصها وفي
كتبها . أبتهل الى الخالق أن يتغمدها برحمته).
قرأت المذكرات وأنا أتذكر في يوم ما عندما جاءني شغاتي موظف الخدمة في المدرسة التي تعينت فيها بأهوار الجبايش بشيء أحسسنني أنه مفاجأة أخرى لسحر هذا المكان وغموضه عندما أراني ورقة عتيقة كُتبَ عليها بخط انكليزي متقن وجميل لا يكتبه سوى انكليزي قُحْ مع توقيع أنيق والعبارات تقول: شكرا سيد (راهي) لأننا مررنا هنا وشربنا اللبن الذي لن تستطيع بقرات كل مزارع ويلز أن تنتج مثله.
بدى لي التوقيع اقرب الى اسم ماكس، فقفز لي اسم ماكس مالوان الذي تحدث في مذكراته عن الاهوار في عرض لأحدى فصول مذكراته في احدى المجلات قبل ان يُترجم كاملا، وحتى اتأكد حسبت تولد شغاتي هو 1925، وهذا يعني ان والده حتما هو تولد بدايات القرن العشرين او نهايات القرن التاسع عشر، وهذا يعني ايضا أن ابيه في زمن التنقيب في مدينة اور من قبل وولي وبعثته كان ابيه على اقل تقدير في العشرينات من عمره وهذا يعني ان فرضية ان تكون الورقة بتوقيع ماكس مالوان هي حقيقية، وعليه فإن الورقة شاهدة لحقبة مهمة من حقب البحث عن التراث الحضاري العراقي لأنها رجل ارتبط
اسمه بأشياء كثيرة اهمها انه عثر مع وولي وزوجته كاثرين على كنوز المقبرة الملكية، وانه كان زوجا لأجاثا كريستي اهم كاتبة للروايات البوليسية في تأريخ الادب العالمي، وثالثا الرجل عين لاحقا ميرا للمتحف الوطني البريطاني ومنح لقب سير من قبل الملكة البريطانية الإليزابيث.
كنت اتمنى ان اشتري الورقة من شغاتي، لكنه خجل من طلبي هذا وقال: من العيب ان ابيعها استاذ فهذا ما ورثته عن ابي بالرغم  أنني لا افهم ما مكتوب فيها ولكني سمعت من أبي أن مشحوفا حمل رجالا انكليز جاءوا من جهة الناصرية وحلوا ضيوفا عنده في احدى النهار وكانوا يحملون بنادق صيد وأنهم اشتروا منه سمكا، ولكنه اعطاهم صحون قيمر مجانا، فكانت هذه الورقة عربون شكر.
قلت: وحتما كانت للسيد مالوان مشاهدات لسحر هذا المكان سجلها في دفاتره ولمح اليها في مذكراته.
اتذكر الورقة الآن وانا اتجول في اروقة المتحف البريطاني، يصادفني في الرواق أحد موظفي المتحف يحمل ملامح مالوان فأساله إن كان ابنه؟
يضحك: ويقول السيد مالوان كل موظفي هذا المتحف ابناؤه واحفاده لقد كان رجلا عظيما وسادنا رائعا لهذا المكان.
تحدثت له بشأن الورقة.
سكن العجب وجه الموظف. وقال: ان كانت هي بخط السيد مالوان ونحن نستطيع معرفته فأن هذه الورقة لا تقدر بثمن والمتحف سيشتريها من السيد (شكاتي).
قلت: السيد (شكاتي) لحق السيد مالوان الى السماء وهي مع ابنه مكسيم الآن ولا اعتقد انه سيبيعها بأي ثمن تعرضوه عليه…!

الأهوار وزوج آجاثا كريستي
شارك اللورد ماكس مالون زوج الروائية الشهيرة اجاثا كريستي في التنقيب عن أثار مدينة أور مع رئيس بعثة التنقيب العالم الآثاري ليوناردو وولي ولحساب جامعة بنسلفانيا الأمريكية ، وكان كاتب المذكرات متمكناً من موهبته الأدبية. وكان التخيل في الوصف صنعتهُ هواجس الذات الرقيقة.
وحقا كان ماكس مالوان في هذه المذكرات أديبا من النوع الجيد. وربما أستفاد من مهارة زوجته آجاثا كريستي في صياغة الفصول وقد بانت مهارته الأدبية في تلك المرثية الرائعة التي دونها يوم رحلت عنه أجاثا الى الأبد ومذكراته توشك على الانتهاء: (عندما وصلت الى الصفحات القليلة الأخيرة من هذه المذكرات، توفيت عزيزتي آجاثا بسلام وهدوء بينما كنت أدفع كرسيها ذي العجلات الى حجرة الجلوس بعد تناول الغداء. كان أعظم سلوان لي أدراكي الذي تكون من مئات الرسائل، أن الأعجاب أمتزج بقدر متساو من بالحب ، الحب والسعادة اللذين كانت آجاثا تشعهما في شخصها وفي
كتبها . أبتهل الى الخالق أن يتغمدها برحمته).
قرأت المذكرات وأنا أتذكر في يوم ما عندما جاءني شغاتي موظف الخدمة في المدرسة التي تعينت فيها بأهوار الجبايش بشيء أحسسنني أنه مفاجأة أخرى لسحر هذا المكان وغموضه عندما أراني ورقة عتيقة كُتبَ عليها بخط انكليزي متقن وجميل لا يكتبه سوى انكليزي قُحْ مع توقيع أنيق والعبارات تقول: شكرا سيد (راهي) لأننا مررنا هنا وشربنا اللبن الذي لن تستطيع بقرات كل مزارع ويلز أن تنتج مثله.
بدى لي التوقيع اقرب الى اسم ماكس، فقفز لي اسم ماكس مالوان الذي تحدث في مذكراته عن الاهوار في عرض لأحدى فصول مذكراته في احدى المجلات قبل ان يُترجم كاملا، وحتى اتأكد حسبت تولد شغاتي هو 1925، وهذا يعني ان والده حتما هو تولد بدايات القرن العشرين او نهايات القرن التاسع عشر، وهذا يعني ايضا أن ابيه في زمن التنقيب في مدينة اور من قبل وولي وبعثته كان ابيه على اقل تقدير في العشرينات من عمره وهذا يعني ان فرضية ان تكون الورقة بتوقيع ماكس مالوان هي حقيقية، وعليه فإن الورقة شاهدة لحقبة مهمة من حقب البحث عن التراث الحضاري العراقي لأنها رجل ارتبط
اسمه بأشياء كثيرة اهمها انه عثر مع وولي وزوجته كاثرين على كنوز المقبرة الملكية، وانه كان زوجا لأجاثا كريستي اهم كاتبة للروايات البوليسية في تأريخ الادب العالمي، وثالثا الرجل عين لاحقا ميرا للمتحف الوطني البريطاني ومنح لقب سير من قبل الملكة البريطانية الإليزابيث.
كنت اتمنى ان اشتري الورقة من شغاتي، لكنه خجل من طلبي هذا وقال: من العيب ان ابيعها استاذ فهذا ما ورثته عن ابي بالرغم  أنني لا افهم ما مكتوب فيها ولكني سمعت من أبي أن مشحوفا حمل رجالا انكليز جاءوا من جهة الناصرية وحلوا ضيوفا عنده في احدى النهار وكانوا يحملون بنادق صيد وأنهم اشتروا منه سمكا، ولكنه اعطاهم صحون قيمر مجانا، فكانت هذه الورقة عربون شكر.
قلت: وحتما كانت للسيد مالوان مشاهدات لسحر هذا المكان سجلها في دفاتره ولمح اليها في مذكراته.
اتذكر الورقة الآن وانا اتجول في اروقة المتحف البريطاني، يصادفني في الرواق أحد موظفي المتحف يحمل ملامح مالوان فأساله إن كان ابنه؟
يضحك: ويقول السيد مالوان كل موظفي هذا المتحف ابناؤه واحفاده لقد كان رجلا عظيما وسادنا رائعا لهذا المكان.
تحدثت له بشأن الورقة.
سكن العجب وجه الموظف. وقال: ان كانت هي بخط السيد مالوان ونحن نستطيع معرفته فأن هذه الورقة لا تقدر بثمن والمتحف سيشتريها من السيد (شكاتي).
قلت: السيد (شكاتي) لحق السيد مالوان الى السماء وهي مع ابنه مكسيم الآن ولا اعتقد انه سيبيعها بأي ثمن تعرضوه عليه…!