23 ديسمبر، 2024 10:28 ص

الأهوار..نور أنتج حشدأ

الأهوار..نور أنتج حشدأ

تعتّقت الذكريات في رأسي حتى إختمرت, وصارت مسكرة..إنها تطربني أحياناً, رغم آلامها. هنا أم باتت تغفو على وجعها الجنوبي وتصحو على صورة الأبن الغائب, طفلة  تلهب أقدامها الصغيرة حرارة أرض تموز, وزوجة تتسلى طيلة يومها بالبحث عن ما يسد رمق أطفالها وتنحني في المساء على آهاتها المكتومة وحيائها الطهور من منظر أطفالها ولوعة فقدها..
تساوت هذه المأساة عند هذا الحي, وإشترك الحي المقابل بمثلها؛ فمن يواسي وجد الفاقد؟!..الـ”آه” تستوجب الإعتقال, فمن يجرؤ على قولها؟!..لظى يشتعل في النفوس, ويحيل سمرة الوجوه إلى ثورة خرساء, أو مختفية تحت تجاعد الألم. لم يعد ما يسعفنا, سوى الموت؛ ويالها من ثقافة عندما يرتبط مصير الإنسان  وطموحه فقط في دائرة الموت!..من يحصل على جثة, فهو سعيد, ومن يدفن حياً, يعد أقل شقاءاً من الذين تتحوّل أجسادهم غذاءاً للإسماك أو لتهدئة فورة (التيزاب), ويبقى السؤال هل حصل على قبر في مكان معلوم؟!..
ما يطربني من هذا الشقاء؟!..لا أعرف؛ وقد تبدو نقطة النور التي لم يبصرها إلا قلة.. ثلة أعتلت منصة جهاد الطغيان, وأحالت القصب إلى أقلامٍ تخط على قاع الأهوار المتصحرة, تاريخ أولئك الأبطال. حقاً إنها مطربة, رجال من عمق تلك المأساة ينهضون, ليقضّوا مضاجع الطغيان.
وإنّ عدتم عدنا..تحالف الشر مع الشر, وأنتج إرهاباً يزيداً, أراد إعادة تلك المأساة. لكنّ نقطة النور إتسعت, وصارت دائرة, ثم تحولت إلى إشعاع فغر أفواه العالم بسطوعه.
تناوشتهم الأسهم, لكن هذه المرة لا مصاحف ترفع, ولا (رفاق) ينتجون تقارير الموت. إنها ثورة الشعب, كل الشعب ضد الظلم..الحرية التي يكتبها الدم, تتهاوى أمامها رموز العبودية؛ لكنّ نعيق تلك الرموز المزعج, يظل بمحاولاته للتسلق مجدداً..!
قد تبدو دورة حياة طبيعية, بيد أنّ الشعب إحتشد هذه المرة, وقرر رفع راية الحسين على الجبهة, وهدّم “أسوار الحقد” حتى بدت خاوية. ويبقى صراخ بعضهم, يعبّر عن إنفعالات نفسية, لا شك, فأنفس هؤلاء الصارخون تستأنس بالذبح والتفجير, يريدون إعادة المشهد الأول!..
شعب تحشّد, وزحف نحو المجد؛ سيصنع سبل العدل الإجتماعي, ولن توقفه حملات النعيق؛ فلا خيار عندما يتعلق الأمر بـ”ذلة”, وهيهات منا الذلة..

الأهوار..نور أنتج حشدأ
تعتّقت الذكريات في رأسي حتى إختمرت, وصارت مسكرة..إنها تطربني أحياناً, رغم آلامها. هنا أم باتت تغفو على وجعها الجنوبي وتصحو على صورة الأبن الغائب, طفلة  تلهب أقدامها الصغيرة حرارة أرض تموز, وزوجة تتسلى طيلة يومها بالبحث عن ما يسد رمق أطفالها وتنحني في المساء على آهاتها المكتومة وحيائها الطهور من منظر أطفالها ولوعة فقدها..
تساوت هذه المأساة عند هذا الحي, وإشترك الحي المقابل بمثلها؛ فمن يواسي وجد الفاقد؟!..الـ”آه” تستوجب الإعتقال, فمن يجرؤ على قولها؟!..لظى يشتعل في النفوس, ويحيل سمرة الوجوه إلى ثورة خرساء, أو مختفية تحت تجاعد الألم. لم يعد ما يسعفنا, سوى الموت؛ ويالها من ثقافة عندما يرتبط مصير الإنسان  وطموحه فقط في دائرة الموت!..من يحصل على جثة, فهو سعيد, ومن يدفن حياً, يعد أقل شقاءاً من الذين تتحوّل أجسادهم غذاءاً للإسماك أو لتهدئة فورة (التيزاب), ويبقى السؤال هل حصل على قبر في مكان معلوم؟!..
ما يطربني من هذا الشقاء؟!..لا أعرف؛ وقد تبدو نقطة النور التي لم يبصرها إلا قلة.. ثلة أعتلت منصة جهاد الطغيان, وأحالت القصب إلى أقلامٍ تخط على قاع الأهوار المتصحرة, تاريخ أولئك الأبطال. حقاً إنها مطربة, رجال من عمق تلك المأساة ينهضون, ليقضّوا مضاجع الطغيان.
وإنّ عدتم عدنا..تحالف الشر مع الشر, وأنتج إرهاباً يزيداً, أراد إعادة تلك المأساة. لكنّ نقطة النور إتسعت, وصارت دائرة, ثم تحولت إلى إشعاع فغر أفواه العالم بسطوعه.
تناوشتهم الأسهم, لكن هذه المرة لا مصاحف ترفع, ولا (رفاق) ينتجون تقارير الموت. إنها ثورة الشعب, كل الشعب ضد الظلم..الحرية التي يكتبها الدم, تتهاوى أمامها رموز العبودية؛ لكنّ نعيق تلك الرموز المزعج, يظل بمحاولاته للتسلق مجدداً..!
قد تبدو دورة حياة طبيعية, بيد أنّ الشعب إحتشد هذه المرة, وقرر رفع راية الحسين على الجبهة, وهدّم “أسوار الحقد” حتى بدت خاوية. ويبقى صراخ بعضهم, يعبّر عن إنفعالات نفسية, لا شك, فأنفس هؤلاء الصارخون تستأنس بالذبح والتفجير, يريدون إعادة المشهد الأول!..
شعب تحشّد, وزحف نحو المجد؛ سيصنع سبل العدل الإجتماعي, ولن توقفه حملات النعيق؛ فلا خيار عندما يتعلق الأمر بـ”ذلة”, وهيهات منا الذلة..