18 ديسمبر، 2024 5:55 م

الأنهيار السياسي والأمني والعسكري

الأنهيار السياسي والأمني والعسكري

سبحان الله إذا كان الأعلاميون و المثقفون و المشرفون على المؤسسات الأعلامية و الثقافية والدينية العراقية لا يعرفون حقيقة الأمر و مصابون للعظم بآلأمية الفكرية و العقائدية؛ فهذا يعني الأنهيار السياسي و الأمني و العقائدي الكامل و نهاية العراق تماماً و من الأساس, خصوصا حين تجسّد الموقف بهجوم الجماعات المسلحة من طرفين أو ثلاثة لقتل لمحاصرة المتظاهرين و الجيش من حولهم لا يستطيع صدّهم وليس هناك من يعرفهم من الجهات المختصة سوانا!؟

وهذا يعني في نهاية المطاف؛ لا قيمة ولا كرامة ولا حرية للشعب العراقي ولا كل الناس الذين يعانون منذ آدم و للآن ظلم الطغاة و عنجيهة و تكبر المدّعين للحكم و التسلط الروحي و العقائدي بمدّعيات شتى!

آلعلة في تلك الفوضى و الفساد الفكري و القتل الجماعيّ العمد؛ تكمن في وجود أحزاب مرتزقة بعناوين مختلفة بدءاً بآلأسلامية و الوطنية و القومية و الليبرالية و التقدمية و الشمالية و اليسارية و اليمينية وآلبعثية تنشر الجهل كثقافة مستديمة في مناهجها لتُنفذ جهلاً أو تجاهلاً إراداة المستكبرين عبر تجنيد رؤوسائها لأعضائها الجهلاء ألمسلوبيّ الأرادة ليكونوا مقاتلين وأداة للمسخ والقتل أمام المتظاهرين السلميين, ليسببوا حرق أنفسهم والعراق لأجل دنيا غيرهم مقابل راتب حرام من دماء المقتولين الأبرياء, والأوامر النهائية وآلمصيرية تأتيهم من آلخارج, وهذا بآلضبط ما حذرهم عليه الشهيد الصدر و كرّرناه من بعده.

و نكرّر تحذيرنا الآن أيضا للمثقفين والأساتذة والاعلامين وطلبة الجامعة بضرورة الخلاص من هذا الزمن المحروق الملوث الذي مَثّلَ الأنهيار السياسي و الأمني و الفكري و العقائدي ويؤشّر لمستقبل أسود لأجيالنا القادمة, ولا يتحقق الخلاص إلا بمطالعة ودراسة الفلسفة الكونيّة وتثقيف الشعب بها كبديل لجميع العقائد والمناهج الفكريّة السائدة و التي سبّبت مسخ الأمّة و ضياعها و وصلت الطبقة الجامعية و الحزبية و الأعلامية!

وإنّها(الفلسفة الكونيّة) التي وحدها تضمّ نهج العدالة و المحبة و الأنسانيّة و منهج الوصول لسرّ الوجود, بعكس القوانين و الدساتير و ثقافة الأحزاب بجميع مسمياتها والتي تدعوا للأحقاد و للجّهل و آلموت والقتل وإرتكاب الحرام بغطاء آلدفاع عن الوطن و المواطن والشهداء والدعوة و الصدر و الزعيم و القائد و المرجع و هم أبعد ما يكونوا عن تلكم المدّعيات.

وإنّ تنصلكم عن تلك المسؤولية يعني مساهمتكم في هدر كرامة أنفسكم و ذويكم أولاً, ثمّ جيرانكم وأقرانكم في العمل ثانياً وأخيراً: كل مواطن ببلدكم لإتمام الأنهيار السياسي والأمني والعقائدي والعسكري ليس في مدينتكم ولا في العراق؛ بل في كلّ الأمة و حتى العالم.
ألفيلسوف الكونيّ