أنتشرت قبل أيام على مواقع التواصل الأجتماعي وبعض وسائل الأعلام خبرعن قيام دور السينما في أمريكا بعرض فلم ( سيدة الجنة) ، الذي يروي قصة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام منذ ولادتها ولحين أستشهادها أثر الهجوم على بيتها وأضرام النار فيه والأعتداء عليها من قبل المهاجمين ( من وجهة نظرمنتجي وصانعي الفلم)!! ، وذلك على أثر تداعيات وملابسات ما حدث بعد نتائج أجتماع السقيفة الذي آلت فيه الخلافة لأبي بكر الصديق رض0 ونقلت الأخبار عن صانعي الفلم بأن عرض الفلم لاقى رواجا كبيرا وحاز على أعجاب من شاهده! لا سيما وأن الفلم يؤرخ لفترة تاريخية مهمة ومثيرة للجدل لا زالت تداعياتها، تلقي بظلال من الخوف والريبة والشك لحد الآن والاكثر خطورة أنها تثير الفتنة الطائفية!0ولأعطاء فكرة عن الفلم نذكر بأن (( كاتب الفلم والسيناريو هو الشيخ ياسر الحبيب / منتج الفلم شركة/ enlightened kingdom وهي شركة بريطانية / ميزانية الفلم 19 مليون دولار/ الموسيقى التصويرية للفلم / craig pruess/ المخرج / جون ستيفنسون وأيلي كنج/ مدة الفلم 139 دقيقة / اللغة في الفلم/ الأنكليزية / البلد / المملكة المتحدة/ موقع التصوير جورجيا تحديدا ، تبلسي، وروستاري / البطولة / راي فيرون، مارك أنتوني، دنيس بلاك وغيرهم 0 وتقول المعلومات المنشورة عن الفلم بأن أسمه في البداية هو ( يوم العذاب) ، وتم جمع التبرعات للفلم منذ عام 2019 وأنتهت التبرعات عام 2020، وأن الأعلان الترويجي للفلم حسب ما يقول منتجيه والمشرفين عليه حصل على أكثر من مليوني مشاهدة خلال أسابيع من النشر، وتذكر المعلومات الواردة والمنشورة ، بأن كاتب السيناريو للفلم الشيخ (ياسر الحبيب) ، هو رجل دين شيعي كويتي المولد ، وقد أسقطت عنه الجنسية الكويتية عام 2010 بسبب سبه للصحابة والأسلام! ، وهو مقيم في لندن منذ عام 2004 وقد غادر الكويت هربا من حكمين صادرين بحقه بالسجن لمدة عشر سنوات! بسبب سبه لأبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب رض وكذلك سبه لعائشة زوجة الرسول العظيم محمد ص حتى زعم أنها بالنار! ، وبسبب من أقواله تلك وتطرفه ، أتهمته قنوات وصحف شيعية منها بأنه عميل للأستخبارات الأجنبية وتبرأت منه! 0وبالوقت الذي روجوا الشيعة في بريطانيا وأمريكا للفلم وعلقوا البوسترات على الجدران والمباني بالمقابل أنتقد السنة هناك الفلم وأصدروا فتاوى بتحريم مشاهدته لانه لا يتوافق مع معتقدهم بأن السيدة فاطمة الزهراء عليها أفضل السلام قد كسر ضلعها وأنها أستشهدت بسبب الهجوم على بيتها حسب الرواية الشيعية حيث يرون بأنها ماتت موتا طبيعيا بعد وفاة والدها النبي الأكرم محمد عليه أفضل السلام 0 ومن المفيد أن ننقل ونذكر هنا بعض ما نقل وقيل عن الفلم من تفاصيل كثيرة عبر اليوتيوب بأن ((( أيران والباكستان ومصر ممثلة (بمشيخة الأزهر) منعوا نشر كل ما يتعلق بالفلم من صور وفيديوهات وبمواقع التواصل الأجتماعي لأنه يثير الفتنة ، حتى أن بعض علماء ورجال دين شيعة أصدروا فتاوى لتحريم مشاهدة الفلم وترويجه وتمويله لأنهم يرون بأنه يثير الفتنة مثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، جعفر السبحاني ، لطف الله الصافي الكليبكاني، وأعتبروا أن تقديم أية مساعدة ( للشيخ / ياسر الحبيب) كاتب سيناريو الفلم ، حرام شرعا ، كما وأعتبروا أن كل المشاركين في أنتاج الفيلم يرتكبون كبائر الذنوب ، وأن من يبحث في مثل هذه الأمور هو ليس من مدرسة آل البيت عليهم أفضل السلام معتبرين أن مثل هذه الأعمال تحقق مطالب الأعداء وهوبعيد كل البعد عن العقل والتقوى0 ويجمع غالبية رجال الدين من الشيعة والسنة ومراجع التقليد والمثقفين والأساتذة بان الفلم هو مشروع بريطاني يستهدف المجتمع الأسلامي ، وقد علق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأيراني ( علي شمخاني) على الفلم قائلا : أن السياسات الغربية والعبرية تعتمد على أستراتيجية التقسيم ، وأن سر أرتقاء الأسلام الأصيل هو الوحدة والتقريب بين المذاهب، وتابع قائلا عل تويتر : تعتمد السياسات العبرية والغربية وبعض السياسات العربية على أستراتيجية التقسيم حيث تقوم مرة بأنشاء داعش الأرهابي ومرة بأنتاج فلم / (سيدة الجنة)0 وقد أصدر ( الأزهر) بيانا بتاريخ 27/ ديسمبر/ 2020 وعلى لسان الدكتور (محمد مهمنا) ، عضو هيئة كبار علماء الأزهر ، حيث أكد فيه ثبات موقف الأزهر من تحريم تجسيد شخص النبي محمد وجميع الأنبياء وأفراد أسرهم ( الزوجات والأبناء والبنات) عليهم السلام جميعا ، لاسيما وأن فلم (سيدة الجنة) ، يظهر صوت النبي ص وهو يكلم فاطمة الزهراء ع ، وكذلك يجسد الفلم شخصية بلال مؤذن الرسول ، وطلحة بن عبيد الله وسلمان الفارسي رضي الله عنهم أجمعين ، وأفاد موقع ( أجتهاد وعلم) الأيراني أن المراجع الدينية الشيعية حرمت دعم الفلم والترويج له وعرضه ومشاهدته لأنه يعمق الخلاف في الأمة الأسلامية 0 ويرى الدكتور (مسعود فكري) الأستاذ في جامعة الأمام الصدق /
أن أنتاج الفلم جاء بشكل طائفي ، وأن المؤامرات والتآمر يأتي بأشكال وأساليب متنوعة تحاول أن تشوه الوجه الأسلامي ، ويضيف متسائلا : هل أن أنتاج مثل هذه الأفلام تصب في مصلحة الأمة الأسلامية وتؤدي الى التلاحم والقوة ، أم أنها تصب في تمزيق الوحدة الأسلامية ؟ ، وفي الآخر يتفق الجميع ويرون بأن فلم سيدة الجنة ظاهره ديني وباطنه تحريضي)))0 الى هنا أنتهى ما قيل من أراء عن الفلم0 أعود لأسأل منذ متى بريطانيا حريصة ومحبة للعرب والأسلام؟ حتى تنتج فلم سيدة الجنة وبحسن النية!!؟ ، أليست سياسة ( فرق تسد) هي واحدة من ركائز سياستها الأستعمارية المعروفة في تعاملها مع الشعوب ، والشواهد كثيرة وليست ببعيدة على ذلك من خلال سياستها الخبيثة تلك تجاه الشعوب العربية وذلك بزرع الفتن والفرقة الطائفية والمذهبية والقومية 0 أخيرا نقول شكرا لجمهورية أيران الأسلامية ، وشكرا لجمهورية مصر العربية ولرجالات الأزهر الحكماء العقلاء وشكرا لجمهورية باكستان لمواقفهم الطيبة والحكيمة تجاه الفلم من أجل درء الفتنة الطائفية ، وشكرا لكل من قال وتكلم بلغة العقل والمنطق لوأد الفتنة الطائفية التي هي من أقوى الأسلجة بيد أمريكا وبريطانيا وأسرائيل وفرنسا وباقي دول الغرب لضرب وتشويه صورة الأسلام وتاريخه العظيم 0 ونحمد الله لقد خابت ظنون من أرادوا زرع وأثارة الفتنة من خلال هذا الفلم والأساءة لتاريخنا الأسلامي المتجسد بشخص النبي العظيم محمد وبآل بيته الأئمة الأطهار وبالصحابة الأجلاء على الجميع أفضل السلام0