إن الإنتخابات في عالم السياسة هي الصخرة الثانية بعد الصخرة الاولى التي نحتها الإنسان القديم ليقتل بها الوحوش والتي حرّضت على نشوء الصراعات بين بني البشر وصناعة الأسلحة . أما الصخرة الثانية في العصر الحديث فقد نحتها الكثير من قادة الدول بعد نسختها اليونانية القديمة والتي تتبنى الديمقراطية المتلائمة مع رأي صانعها الحالي امريكا التي تقول بها نفسها بمايشبه قول النبي جرجيس للمرأة العجوز بعد ان شفى لها إبنها بأمر الله وطلبت منه ان يطلق له لسانه ورجليه إذ قال لها :
أخّريه فإن له يومآ عظيمآ , أي ان امريكا صنعت الأنتخابات لتجعل منها اداة لتأخير العراق وسائر الدول , لإن له يومآ عظيمآ تخاف منه , وهو رأي فاتر وغدر حاضر لأي مستقبل زاهر كما قالت العرب لتنتج الفاسدين , وهي تشبه الصخرة نفسها التي وضعها ملك الروم الكافر في الشام على بطن النبي جرجيس وهو في السجن , الصخرة التي تعيق بل وتقتل كل خطوة الى التطور والبناء .
وهي من ناحية اخرى فن صناعة الأبواب والقواعد التي تنجب الفاسدين بفترة قصيرة للإتيان بأعمالهم الفاسدة لتبقى آجالآ طويلة . ولو درسنا أمر تفشي الفساد في بلادنا بالمقارنة مع حقب أخرى لوجدنا ان الفارق كبير وخاصة بعد عام 2003 ,
لذلك يتعين علينا ان ننحت شيئآ آخر بأيدينا لا بأيدي الغرباء ليكون للبلاد خيرآ من سمعة الفساد واقل فتكا من سيوفها المدفونة في أوراق الإقتراع , وبقواعد غير تلك القواعد التي دأبت عليها الأنتخابات من ناحية , لكي لا نعود الى الوراء بسبب حيضها في كل مرة , إذ لا فائدة من العودة الى انتخابات ضيّعت وتسببت بفساد اهلها , فتخلوا عنها ولا تحيوا مافسد في بطنها بعدما لبث فيها اعوامآ طوال لتكونوا في حلٍّ من الذم , وهو الرد على قتال اصحابها وصانعيها من ناحية اخرى وهو رد يتقابل مع قول الشاعر :
أبلغ أحبابك وأصدق في نصيحتهم إنّا نرى الرأي ان يعصوا ماقد صُنعا
ولكن ماهي القواعد الجديدة ؟
الجواب : أن يجتمع أصحاب الشأن في البلاد بالرأي على الخروج من سلطان امريكا بآيات من الدين الحنيف وبناء شيئآ آخر بقواعد وابواب لا تكوّن أنفاقآ الى الفساد , من اجل إنعاش الفقراء وإعمار البلاد بالعدل والمساواة من دون أن ينشغلون بموسم الوجوه القبيحة إن كانوا يعبدون الله وفي شكٍّ مما تفعله الانتخابات , أما إذا كانوا بلا قوة وحيلة ولا يهتدون الى سبيل آخر فما هم إلا صبيان مستضعفين ” لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلآ “النساء 98 وقد رفع عنهم القلم .