18 ديسمبر، 2024 10:14 م

الأنتخابات القادمة هل سيعيد الشعب تجربة المجرب؟

الأنتخابات القادمة هل سيعيد الشعب تجربة المجرب؟

لحد كتابة هذه السطور لا أحد يعرف هل ستجري الأنتخابات القادمة كما مقرر لها في منتصف شهر أيار من عام 2018 أم سيتم تأجيلها لمدة 6 أشهر أو أكثر؟!، هذا السؤال بات مثارحديث كل وسائل الأعلام والفضائيات وفي كل البرامج والندوات السياسية، فهناك فريق من السياسيين يرى ويصرعلى ضرورة أجرائها في موعدها باعتبارها أستحقاقا دستوريا، كما أن تأجيلها لأي سبب كان قد يجر البلاد الى فوضى أكثر مما هي عليه الآن والى فراغ دستوري يزيد من مشاكل البلاد ويؤجج الصراعات السياسية بين مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، ويقف على رأس هذا الفريق الذي يطالب بأجراء الأنتخابات في موعدها رئيس الحكومة (العبادي). بالمقابل هناك فريق من السياسيين يرى بضرورة تأجيلها بسبب من حالة الفوضى التي لازال العراق يغرق بطوفانها، حيث أن ملف الأوضاع الأمنية الداخلية لم يسترد عافيته بعد وبشكل كامل، كما أن جبهة داعش لازال بها متنفسا بالعودة من جديد وبثوب آخر كما كان متوقعا له! حيث ظهر تنظيم جديد بأسم (الرايات البيضاء)!. فرغم ما تحقق من أنتصار كبير على مجرمي داعش وتنظيمهم وبتحرير كامل التراب العراقي من رجزهم، ألا أن مجرمي داعش لم يلقوا السلاح بعد؟!، لا سيما وأن زعيم دولتهم وخليفتهم (ابو بكر البغدادي) لازال حرا طليقا ويصدر توجيهاته وتعليماته الى البقية الباقية من أفراد التنظيم!. حيث تنقل وسائل الأعلام الدولية بين الحين والآخر تحرك له هنا أو هناك على الحدود بين سوريا والعراق!. وهنا لابد من الأشارة بأن الكثير من المصادر الأعلامية والأخبارية والكثير من المسؤولين يؤكدون عودة مجرمي داعش بقوة الى مدينة (الحويجة)!، حيث قاموا بسلسلة من الأعمال الأرهابية من قتل واغتيالات وأختطافات عبرالسيطرات الوهمية التي يقومون بنصبها!. فرغم أعلان النصر النهائي على تنظيم داعش وطردهم من كافة الأراضي العراقية التي كان يحتلونها، فلازالت خلاياهم النائمة وجيوبهم تعمل هنا وهناك، وبتوجيهات زعيمهم (أبو بكر البغدادي)!. نعود بالقول فالمعترضون على أجراء الأنتخابات في موعدها يجدون أن حجتهم قوية ليس بسبب ما ذكرناه آنفا من عدم أستقرار الأوضاع الأمنية ووجود تهديدات من بقايا داعش كما يحدث في الحويجة، ليس هذا فحسب بل يطرحون موضوع وجود قرابة (5) مليون نازح ومهجر!، على طول خارطة العراق، فكيف سيتم أجراء الأنتخابات في ظل وجود هذا العدد الرهيب من النازحين؟ وهل تمتلك مفوضية الأنتخابات الأمكانيات وآليات العمل الصحيحة لترتيب أوضاع هؤلاء المهجرين لكي يدلوا بأصواتهم في الأنتخابات؟!. وهنا لابد من الأشارة أن غالبية العراقيين لا يأملون خيرا بمفوضية الأنتخابات الجديدة والتي تم أقرارها والتصويت عليها في البرلمان لكونها رضخت لألية المحاصصة!.كما لم يصدر لحد الآن أية تصريح أو توضيح من قبل المفوضية بخصوص الأنتخابات؟ ، وهل هيأت لها الحكومة الدعم المالي واللوجستي لتبدأ بعملها وهل وفرت لها كل السبل والمستلزمات للقيام بعملها بنجاح وسط كل هذه الفوضى والظروف والتحديات؟.نعود الى صلب الموضوع حيث أشارت المفوضية العليا للأنتخابات أن عدد الأحزاب والكيانات السياسية التي تم تسجيلها لخوض غمار الأنتخابات هو (207)، الكثير منها أحزاب وكيانات جديدة، ومن الطبيعي أن الأحزاب السياسية التقليدية! والتي قادت البلاد وشاركت في كل الأنتخابات السابقة تتصدر قوائم المسجلين!، رغم معرفتهم برفض الشعب لكل تلك الأحزاب السياسية وقادتها ووجوه رؤوسائها الذين سيطروا على المشهد السياسي العراقي منذ 2003 ولحد الآن ومقاطعته لهم وخروجه بمظاهرات عارمة ضدهم، وهم يتذكرون تماما كيف عبرت الجماهير الغاضبة عن كرهها لتلك الوجوه وأؤلائك السياسيين ولتلك الأحزاب، بعد أن رموا صورهم بالق !!!!!!!.والعجيب في الأمرأن قادة تلك الأحزاب السياسية التي أوصلت العراق الى حاله البائس هذا يعترفون تماما بفشلهم في تقديم أي شيء يذكر للعراق ولشعبه طيلة كل تلك السنوات التي مرت وعليهم كما يقولون أن يفسحوا المجال للطاقات الشابة والوجوه الجديدة لقيادة العملية السياسية!، ألا أنهم تناسوا كل ذلك وأصروا أن يشاركوا بالأنتخابات!، ولا ندري هل يريدون أن يوهموا الشعب ويجربوا حظهم ثانية معهم؟ مستغلين طيبة هذا الشعب وسذاجة وتخلف الكثيرين منهم؟ أم هي صحوة ضميرسياسي و طلب فرصة اخيرة من الشعب ليسامحهم وليعوضوه عن كل ما جرى وليعيدوا بناء العراق؟!. والأغرب من كل ذلك انهم بدأوا بطرح برامجهم السياسية ووعدوا الشعب بالخير الوفير، وبالقضاء على الفساد والفاسدين!!!!؟. المشكلة ليست في هذه الأحزاب السياسية وقادتها التي سقطت عنهم كل الأوراق وتعروا تماما أمام الشعب طيلة فترة (15سنة) التي مضت!. المشكلة تكمن بيد الشعب الذي بيده أن يصنع لنفسه حياة حرة كريمة من خلال ما ينتخب عبر صناديق الأقتراع!.ولرب مواطن من هذا الشعب يرد علينا بالقول: من قال أن الحل بيدنا؟ من الذي يضمن أن الأنتخابات ستكون نزيهة؟ وما فائدة أن ننتخب الكفاءات والعناصر النزيهة والوطنية، وأذا بنا نفاجأ ان أصواتنا ذهبت وتم تجييرها الى أناس لا نعرفهم ولم ننتخبهم ولن نفكرحتى في أنتخابهم!، ليس بسبب عدم نزاهة الأنتخابات حسب ولكن بسبب قانون الأنتخابات وطريقة أحتساب الأصوات التي فصلته الأحزاب الكبيرة والقوية والنافذة على مقاساتها!!، فأنطبق علينا مثل (الغزال والأرنب) فأن اخترنا الغزال كانت حصتنا الأرنب وأن أخترنا الأرنب فهو سيكون حصتنا بالأكيد وتلك هي المصيبة!!.نعود بالقول، أن الأحزاب السياسية القوية والنافذة لا زالت تتحكم بصورة المشهد السياسي وحتى بصورة المشهد الأنتخابي القادم!، من خلال سلطتها ونفوذها ومالها فهي تمتلك كل وسائل السيطرة والأستحواذ ماليا ولوجستيا وأعلاميا، ناهيك أن المشهد الأنتخابي القادم سوف لن يكون بعيدا عن تدخلات دول الجوار من جهة وما يريده الأمريكان من جهة أخرى؟!. أخيرا نقول: أن المجرب من الأحزاب السياسية وقادتها وبكل وجوهها، وبرغم ما أورثوه للعراق من خراب ودمار، سيتم تجربتهم ثانية وثالثة ورابعة و و و ، شئنا أم أبينا، فهذا هو قدر العراق وشعبه، وكيفما تكونون يولى عليكم!.