23 ديسمبر، 2024 2:02 م

الأنتخابات الأمريكية هل تهمنا؟

الأنتخابات الأمريكية هل تهمنا؟

لم يعد سباق الانتخابات الأمريكية يثير المواطن العراقي مع احتدام المنافسة في اختيار الحزبين الديمقراطي والجمهوري مرشحين لتلك الانتخابات التي يتابعها العالم عن كثب، ومن تلك الأسباب أن المواطن العراقي يعتقد أن السياسية الأمريكية ثابتة تجاه العراق، ولا تتغير ألا بجزء من متغير طارئ، يتحدد وفق ستراتيجيتها أذا حدث، وأن العراق لم تتحدد ملامح تجربة سياسته العامة لأنه في حالة حرب منذ دخول القوات الأمريكية  عام 2003  حتى احتلال داعش مدينة الموصل عام 2014 لذا بات المواطن العرقي لا يثق بالسياسة الأمريكية  ليس لأنها كاذبة وحسب، بل خائنة والدليل خيانة بوش الأب عندما حث العراقيين على التمرد ضد صدام حسين بعد حرب عام 1991  لكنه تخلى عن دعمهم، بل ساعد صدام على قمع الانتفاضة وفتح المجال الجوي لضربها، لذلك يعتقد المواطن أن بوش الابن كان أسوأ تصرفا من والده في ملف الغزو الأمريكي ضد العراق. فضلا عن رسوخ رأي المواطن أن ثوابت السياسة الأمريكية تجاه الدول التي تحتلها وتدمرها لا تتغير، بوصفها دولة غازية تتصرف بطريقة دفع الثمن، ثمن أموال الحرب وتعويض الخسائر من البلد المحتل، على شكل عقود اقتصادية  بتعاقد شركاتها النفطية.
كذلك أن المواطن يعتقد  أن أكبر خطأ ارتكبته السياسة الأمريكية في العراق ليس الغزو فحسب، بل سحب قواتها عام 2011  وفق معاهدة انسحاب غامضة لم يكشف عن مضمونها، باعتبارها معاهدة عسكرية، بعد أن استطاعت  خداع الجانب العراقي في توقيع تلك المعاهدة، وتركت خلفها بلداً مدمراً يتطاحن فيه الأخوة الأعداء على مناصب الحكم  وسرقة أموال الشعب.
ربما  يفضل بعض العراقيين الجمهوريين على الديمقراطيين، وربما يفضل “ترامب” لأن وسائل الإعلام تحاول إن تجد فيه نوعاً من الحل من خلال ترويج أخبار انه سيرسل جنودا أمريكيين الى العراق ما يساعد في استتباب الأمن.
وقد تكون ” هيلاري كلينتون” المعروفة في فترة توليها منصب وزيرة الخارجية، لكن ان تتوالى الرئاسة سيكون الأمر كارثيا على العراق, لأن كلينتون تتبنى رؤى قائمة على التدخل وعدم التوصل إلى حلول. وتدعم منطق تغيير الأنظمة، وسبق وأن صوّتت لصالح الحرب على العراق عندما كانت عضوة بمجلس الشيوخ.
وإذا كان “بيرني ساندرز″، المرشح الديمقراطي  يحاول الظهور بأنه شخص جدير بالثقة وينتهج سياسة مغايرة لكنه من المؤيدين للرئيس أوباما تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط. وكان قد صوّت مرتين لصالح تغيير النظام في العراق، إحداهما كانت في عام 1998  وباستثناء هيلاري وجيب بوش وترامب وساندرز فان هناك أسماء كثيرة عن مرشحين آخرين مثل”ماركو روبيو” أو”تيد كروز″ أو”جون كاسيتش”. وغيرهم. يبقى السؤال: هل هناك ضرورة لمتابعة الانتخابات الأمريكية، الجواب: نعم، في خضم واقع متغير ومستجدات آنية وســـياسة أحادية  وتكتلات ومصالح  وانقسامات وحروب قادمة في مستقبل ضبابي تنذر بالحيطة وتحتاج الى حذر ودراسات ورؤى سياسية محكمة.