18 ديسمبر، 2024 8:21 م

الأنبار ( وسادة ) لكل العراقيين !

الأنبار ( وسادة ) لكل العراقيين !

لا أدري حقاً لمَ هذا الشغف بنقل الأكاذيب بين الناس ، ولماذا التلذذ بعذاب الآخرين وإنتهاك حرماتهم , وأبقي محتاراً بين ما يُفترض أن يقدمه ساسة وشيوخ العشائر الكرام من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والسعي الى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت , ومحافظتنا العراقية العزيزة الطاهرة قطَّعتها الفتنة إرباً وفتحت أذرع القيل والقال أبوابها مشرعةً
( الأعداء و العملاء ) حتى وصل الأمر الى وضع سلاح الكلمة الحرة الشريفة جانباً والإصغاء الى الشائعات والأكاذيب والضحك على الذقون , وهكذا بقي عراقنا فريسة الجهل والفتنة والعبث وقساوة وخسة المحتل فزاد عدد الأميين والاميين من يسمون انفسهم على رجال العراق الجديد وتعددت سقوف الهزيمة وأغلقت أبواب الفرج !
في بدايات ( الاحتلال ) لم يتجرأ أحدٌ على إعلان الجهاد على المحتل ومن تجرأ .. إما قتل على يد جند المحتل أو سُجن أو هرب خارج العراق ، أو بقي صامتاً حفاظاً علي عرضه وأطفاله ، وإستقر المحتل وجاء خفافيش من يسمون أنفسهم على فرسان الكلمة الصادقة منتهكين الحرمات والدين والأموال والأنفس والقلوب ، فلم يُبقوا شيئاً إلا وحرّموه ولم يتجرأ أحدٌ أيضاً علي تأنيبهم أو إيقافهم عند حدود الحق أو إعادتهم الي جحورهم التي خرجوا منها , وعثوا في الارض فسادا , ويبدو أن الأمور .. عادت الى طبيعتها في محافظتنا العزيزة بفضل رجالها الصادقين الاوفياء لهذا البلد ، وعادت الحياة تدّب من جديد وأشرقت شمس الله علي أهل العراق وغطي نور الرحمن شوارعها ومدنها وجوامعها ومدارسها , ونحن بأمس الحاجة الصادقة الى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي بين أبناء عراقنا الصابر .. وأدعو كل العلماء والشرفاء في ( العراق ) وهم الأعم الأغلب اى التصدي الى أمثال من يريد النيل والتجاوز على محافظة الانبار وأهل الانبار الكرام
عند الحديث والكلام عن ( الطائفية العراقية ) أرى لزاماً علينا الاهتمام الكبير للموضوع وضرورة معالجة ما ينجم عن المذهبية الطائفية من تشنجات في العلاقة مع الآخر ، هذه التشنجات يرون أنها نتاج العصبية والكراهية والإقصاء ، واشدد على أهمية اتخاذ تدابير عاجلة لتلافي مثل هذه الأمراض المجتمعية التي تسكن نفوس كثيرين , وأطالب ( اليوم ) بصفتي مواطن وصحافي وأكاديمي عراقي بتعرية الأفكار الطائفية لإنقاذ المجتمعات من التفكك داخلياً ، وانتقد مشعلي الفتنة الطائفية في الوقت الراهن في العراق ، في الوقت نفسه أشير إلى أن أصحاب النفس الطائفي يفكرون خارج الواقع ، وينقلون خلافات تاريخية منقرضة وضارة إلى أرض الواقع ، وهم بذلك يشوهون التاريخ ، ويفسدون الحاضر، ويقتلون المستقبل , و إن وقودها الحقد والكبر والإقصاء وغيرها من القبائح ، ويجعل النفوس مشتعلة قابلة للانفجار في أية لحظة , وتجاهل المرض الذي يسري في النفوس وعدم الاعتراف به يعمق المشكلة ، والتأخر بالشروع في معالجته بطريقة شرعية واعية تصرّف غير حكيم , أن الطائفية لا يستخدمها إلا ( الانتهازيون ) من الساسة الفاشلين الذين يريدون تحقيق أهدافهم ومصالحهم ، التي سرعان ما تنعكس آثارها على من يوظفها ، بشكل بشع , لو نظرنا إلى المجتمعات الغربية ، وعلى وجه الخصوص المجتمع الأوروبي الكبير ، لوجدنا أنه على رغم قلة نقاط الاتفاق التي يلتقون فيها ، وعمق الاختلافات ، سواء اللغوية أم الدينية والتاريخية وغيرها ، فإننا نجد عمق التمازج والتماسك الاجتماعي بينهم في مصالحهم ، والتلاحم العميق والاحترام الكبير والثقة الكبيرة بينهم ، وهذا يعبر عن قوة حضور القانون) الذي قلبه العدل ( في نفوسهم وعلى أرض الواقع ، وكذلك طريقة التربية التي يكتسبها أفراد المجتمع ، ما يلمح به البعض ممن يحسب نفسه على نطاق العمل السياسي وفي الساحة العراقية المكتظة بالفوضى وتشابك الآراء وغموض النتائج وتعقيد المحصلات لا يرقى إلى أحاديث أطفال يجلسون في إستراحة بين درسين ! ولم يتجرأ أحد من السنة أو من الشيعة أن يبادر ويتخلى عن أقنعة المجاملات ويذكر لنا أسباب وجود خلافات تبدو للبعض عميقة لا يمكن حتى التقرب منها بين المذهبين
نحن الفقراء من المسلمين لا نرى أن هناك أي خلاف بل العكس تماما .. كلانا نوحد الله وكلانا نؤمن بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رسولا ونبيا والقرآن الكريم كتابا وقبلتنا واحدة .. أيوجد ما يلمح أو يشير على وجود خلاف بين الطرفين ! غير متناسين بطبيعة الحال أننا نعيش في وطن واحد وأصولنا واحدة ومصيرنا واحد .. الذين أوجدوا هذا الخلاف هم المتحدثون من الجانبين ممن يظهر منهم على شاشات القنوات الفضائية أو ممن يتكلمون في مجالسهم الخاصة ، هم سبب البلاء الذي حل في العراق وجعل البعض يظنون أن ما بيننا خلاف عقائدي ! الشيعة والسنة شريان العراق الدائم ونبضه فكيف يمكن لعاقل أن يعيد خلافات حدثت قبل أكثر من 1400 عام بين المسلمين تمكنوا بعدها من طمرها وإسدال الستار عليها رغم ما تحملته الأمة من نزيف كاد أن يجهض أعظم عملية إنتقال للبشرية من الجهل والشرك والعبودية إلى التحضر والتحرر والتوحد .. ثم يظهر لك بعد كل هذا القاموس المعطر بالتضحيات من يثير الفتنة والعداوة ، بينما المسلمون أمة واحدة .. المثقفون عليهم واجب كبير أنيط بهم وهو التقريب بين الطرفين فهناك الكثير من المندسين والمكلفين بإثارة الفتنة وشق الصفوف من كلا الجانبين لم يتصد أحد لهم حتى أيامنا هذه فإستغلوا فرصة كبيرة وبإسناد دول معادية لديمومة هذا الخلاف المصطنع ومنه أن السنة لا يحبون آل البيت الكرام رضي الله عنهم ما دفع الكثيرين إلى إستثمار هذا التغافل وعدم توضيح الأمور على حقيقتها كما نصت عليها الفروض والسنن والإجتهادات ،فمن الأمور التي لابد لي من ذكرها أن في صلاة أهل السنة ما يوجب على المصلي أن يقرأ التحيات بعد كل ركعتين قبل التسليم .. ما هي التحيات !
(( التحيات لله والصلوات الطيبات .. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )) وهذا النص ثابت مع بعض التغييرات البسيطة في اللفظ حب أهل البيت فرض عين على المسلمين شيعتهم وسنتهم وكذلك صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .. وللحديث صلة.