إنخفضت نسبة البطالة بشكل ملفت للنظر في محافظة الإنبار، والفلوجة تشكل النسبة الأكبر الى ما دون الصفر، ووصلت الى أرقام قياسية؛ تنافس الدخول الى موسوعة غينيس، بينما إرتفعت نسبة العاطلين بعض المحافظات لتتجاوز 50%؟!
يعزو محللوا السياسة وكاشفي الطالع؛ أن الإنخفاض نتيجة سياسة محكمة بطوق الطائفية والفردية، وعقول غادرت الصواب، وأوجدت فرص عمل لا شبيه لها من الجاهلية الى ما بعد الثورة الصناعية؟!
أعتمدت خطط خفض البطالة بخطابات إشْخصت الأبصار لراية الأمة العربية، وتحقيق الوحدة والحرية والداعشية، والرسالة الخالدة الخالية من مفهوم الإنسانية، وإعادة تفسيرات في اللغة العربية، وإكتشاف مفردات خارج قواميس الجاهلية والنهضة العربية، وأن الشيعة مفردة جمعها شيوعية، والواو تابعة لدمغرفة الإمبرايالية، وحرية الديموقراطية فرصة للإنتهازية.
إزدهرت فرص العمل والتشغيل والمغامرات؛ وبالعملة الصعبة، ودوران خلفي الى السلف الصالح، وتحريم رفع الأسعار على إعتبارها بدعة كفار، وسعر عشرة رؤوس يساوي 50 دولاراً، ومسابقات للموت وأبتكارات القتل، وفن التمثيل بالجثث ونصوص النكاح وتحليل المحارم، وهبة العرض للمجاهد، وفتح الحدود بين الدول، وتمكين المواطنين من الهجرة الى أوربا للتحرش بالكافرات الأوربيات، وتقدير المسافة الى حور العين؛ بقدر ما بين اللحى الطويلة ونهاية قفزة الدشداشة؟!
إنكمش ضيق التفكير لِعَصر مخلفات التاريخ بوعاء الشوفينية، الذي كُبَّ بوجه الأمور الدنيوية وتطوير الصحة والتعليم، وهَدّ البنى التحتية لبناء الكهوف، وجمع الغنائم وحصر تداول الأموال بشراء السلاح وتجنيد الشباب، وأن القراءة والكتابة تفتح عيون المجاهدين على العالم الكافر، ولا توّصل الى الإستشهاد والإنتحار ولقاء حور العين؛ مزينين لهن بدماء الأطفال ومعطرين بروائح شواء الأجساد، وهناك تُغْتسل الخطايا؛ بنهر خمور الجنة، وتمحى الذاكرة وصدى النواح؛ بمداعبة الحور؟!
إن أرقام أنخفاض البطالة والعاطلين في الرمادي تذهل العالم، وشبابها بعضههم غررهم الساسة للإنخراط مع داعش، وآخرون ذبحوا بدم بارد، والأغلب بين منشغلون للسهر حتى الصباح في مخيمات النزوح؛ لعدم وجود قطعة قماش يلتحفون بها، أو حمل السلاح ضد داعش، والأيام القادمة تضمر لهم فرص عمل مجانية، وعليهم العمل لبناء مدينة دمر 80% منها، ولا يحتاجون الى عمال من الخارج؛ لأنهم لا يملكون دينار لرغيف خبز؟!
حققت الأنبار هذا الإنخفاض؛ نتيجة عمل دؤوب ليل نهار، من خلال دس السم في مطالب جماهيرها، وتجارة بالقيم والدماء من أجل مكاسب من يجلسون خارج حدود الشعور بالإنسانية؟!
ثمة افعال بعثية في النخاع، وشذوذ المحلقات والمستحدثات، ومن أجل الأمة العربية الواحدة؛ فلا حاجة للحدود العراقية السورية، ومن الحرية؛ التنقل والزيجات والأزواج، وإباحة الدماء والأموال، والإشتراكية في الجريمة؛ ليضيع دم المقتول، وشمول بشار الأسد بقانون حظر البعث في العراق، وإستثناء العرب من بوتفليقة الى الخليج، وإنتهاءً بظافر العاني وصالح المطلك؟! إذن لا عاطلين عن العمل في الأنبار وشبابها ضحايا، وبذلك حققت رقماَ قياسياَ تستحق دخول موسوعة غينيس، وجائزة نوبل في الدمار؟