الكثيرون في هذا العالم ، كانوا يعتقدون أن محنة الأنبار ستنتهي بمجرد خروج ( داعش ) من مدن الأنبار .. وستتحول مدن المحافظة إلى واحة من الرخاء تغري ملايين ( الأنباريين ) الذين يعيشون في خارج مدنهم بالعودة مع أسرهم للتمتع بمدنهم واستقرارها واحترام حقوق الإنسان ، ولكن ما حدث هو العكس تماما .. تسلح الجيوش وتحدث الإمكانات العسكرية في كل بلدان العالم للدفاع عن أبناء البلد ومكتسباته وخيراته وأرضه والحفاظ على أمنة وهذه الفلسفة ليست بالجديدة وإنما يعرفها أهل الأرض منذ ألاف السنين ولا يمكن إن يعتدي المعتدي مهما كان توصيفه أو مبدئه أو صفته إلا بالعار كونه يمثل جانب الباطل لان الحق من يعتدي علية وفي العراق الجديد اليوم انقلبت فيه الموازين وسقطت الأقنعة عن التصريحات التي تطلقها بين الحين والأخر ( حكومة بغداد ) بأنها المدافع الأول عن العراقيين بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم وأنسابهم وأقلياتهم والحفاظ على المكتسبات التي يدعي به من ساسة و من نواب وقادة دولة ما يسمى بدولة ( القانون ) بأنها دولة الديمقراطية الجديدة لأن ما حدث ويحدث الآن أزاح الغبار عن غلاف خطير لمجلد اسمه الاعتداء على المواطن الأعزل , ولو لم تكن هناك في مدن العراق كاميرات وصحافة وفضائيات وصور توثق ما حدث ويحدث وهي معادلة غير متوازنة في المرحلة السابقة وراح ضحية هذا الاعتداء عدد من الشهداء وخلف عدد أخر من الجرحى وهنا يجب إن لا ننسى الشهداء وكيف تعاملت حكومة بغداد تجاه حرب ( الأنبار ) حتى كتابة تلك السطور .. بعد تجنيد وسائل الأعلام ومع الآسف الشديد ورجالات الدين والسياسة الجدد بتحرير وأكذوبة العصر الجديد ما يسمى
( صحراء الأنبار ) وهذه القشة التي قصمت ظهر العراق ضمن سيناريو جديد تم الإعداد له في غرفة عمليات استحدثت للتو في عمان هذه المرة من رجالات المخابرات الأمريكية والسعودية والأردنية والعراقية يمثلها رجالات فيلق القدس الإيراني ويجب أن ننسى الدور الخطير لرجال السياسة من التجار والمقاولين وسماسرة الحروب من أبناء جلدتنا ومن أهل العراق .. بالذات الذين يتجولون اليوم في دول الغرب في أمريكا وأوربا والخليج ويتقافزون بين الحين والأخر على مكاتب الفضائيات المأجورة متحججين إيجاد مخارج جديدة للخروج من أزمة حرب وتسونامي
( الانبار – صلاح الدين – الموصل ( كشف لنا إن هذا الجيش الذي صرفت عليه المليارات وسرقت منه مليارات أخرى لا يمكن إن يكون إلا احد الجيوش الغير قادرة على حماية نفسه , وهنـــــالك العديد من الأسئلة التي تستحق الأجوبة من قبل رئيس الوزراء العراقي السيد ( العبادي ) المحترم
أولاً .. هل بهذه التضحية بكل أولئك البشر لكي نصنع عراق أخر موجوداً في مخيلتك !
ثانياً .. هل كان من الصحيح إن تقيم نظاما شموليا في العراق الجديد يقضي على أحلام وحياة ملايين الناس كما يحدث الآن في بلاد الرافدين اقصد بلاد الناريين !
ثالثاً .. هل تعلم إن قادة المليشيات التابعة لقادة إيران في العراق يتعاملون مع العملاء والفاسدين والمقاولين والمتسلقين وصناع فجر الاستثمار اقصد الاستعمار الجديد في سرقة أموال الشعب العراقي ليقبضوا بالعملة العراقية !
رابعاً .. هل تعلم إن دولتكم المبجلة شاركت في عودة العراق مهد الحضارات إلى عهد ما قبل التاريخ !
خامساً .. هل تستطيع إن تقول إمام العالم المتحضر المتبختر المتعلم المنافق انك ديمقراطي أم دكتاتور والسؤال هنا يطرح نفسه هل الديمقراطية المزعومة تبني بلدا في العراق أم الدكتاتورية !
كلنا يمكن إن نتفلسف في تقديم الأجوبة ..! وأجوبتنا غالبا ما تكون قاطعة وحاسمة اليوم !
ومن مرتفع الخراب والدمار اليوم الذي يحل في العراق فما من جوابك يا سيادة دولة رئيس الوزراء .. الشــــك والحيرة المليئة بمشــاعر الخزي هي جـــوابي الوحيد على تلك الأســــئلة ربما كـــنت تســــتحق الإجابة عليها إمام العالم اليوم وأتمنى أن تجيب على هذه الأسئلة في مؤتمر صحفي مباشر يبث لجميع الفضائيات .. عندما تنظر يا سعادة دولة الرئيس اليوم والبارحة إلى اللصوص الذين ورثوا سلطتك في العراق والخونة من بعض الساسة العراقيين الذين امتطوا دبابات جيش أمريكا المغوار ليركبوا على ظهر العراق من الخلف والطائفيين الذين دخلوا من الجارة الحنونة إيران الذين يقتلون الناس بالجملة والمجرمين الذين يمارسون أعمال التعذيب والإرهاب في السجون العراقية السرية والأهلية والرسمية من خريجي معاهد ودورات مريدي وحي التنك في ( رصافة الموت الطائفي ) ألا يخطر لك يا سيادة رئيس الوزراء لدى الشعب العراقي أن تسأل وتجيب للعالم من أين خرج الآلاف من هؤلاء من اللصوص والوحوش والمشبوهون ثم ألا يخطر لكل معارض ســــياسي شريف ذي ضمير أن يسأل من أي خزي جاء كل هؤلاء النصابين من أي غابة خرج هؤلاء لينهبوا ويدمروا ما كان يفترض انه بلدهم !
وانأ اعرف قبل غيري إن جوابك يقول أن مجتمع الدكتاتورية هو بطبيعة الحال خراب يغمره العنف ووحدته الزائفة ليست سوي غطاء مهلهل لشروخ وتمزقات وتشوهات إنسانية وأخلاقية لا سبيل إلى حصرها وأحب أن أزيدك علما أن فلسفة الثقة واليقين تشكل الأساس الذي ترتكز عليها ثقافات الشعوب وكذلك ما بين إفرادها في تعاملاتهم الطبيعية اليومية ، ويأتي ذلك في ضوء ثقافاتهم التي تتأسس على احترام الذات واحترام الأخر والتسليم بحقه في العيش بحرية وكرامة وحياة لائقة . والحديث هنا عن الشعوب والأفراد في المجتمعات ذات الثقافات العريقة ..
والسلام