كبوة الفرس من بعض أمثالنا العتيدة التي تتعلق بأذيال ثوب بيت جرير الشعري ( أعلل النفس بالآمال أرقبها ) .
واليوم نرى الأوباش الدواعش الذين أنزلوا معاولهم على اجساد الثيران المجنحة واعادوا مشهد السبي البابلي مع حرائر مملكة شنكار من الايزيديات ، وقاموا بعمل يفوق ما قام به هتلر في احتلاله باريس عندما سرق النازيون اثمن لوحات التراث الانساني من قاعات العروض والمتاحف عندما قاموا بسرقة خيول محافظ نينوى العربية الاصيلة والمدللة والتي كان يطعهما السمسم والحمص المطبوخ والتبولة والتي شكلت بالنسبة له في فقدانها حسرة تفوق حسرة عبد الله الصغير على ضياع الاندلس فأختار اربيل منفى فيما اختار عبد الله الصغير ملاهي طنجة متعة للنسيان .
هذا شكل من الكبوة التي قالت وقتها البيانات العسكرية أنها لا تتكرر ، ولكنها تكررت في صورة سبي ذكوري آخر حدث في حزن مذبحة سبايكر ومعها ضاعت تكريت التي حُررت بعد حين بواسطة ما تحتاجه مدننا المسلوبة لتحرر وهو الحشد الشعبي ــ العقائدي فيما لم يستطع الجيش لسبب اعزوه لضعف العقيدة المهنية أولا أن يحافظ ويمنع سقوط نينوى ، فقلنا يكبو الحصان في الثانية ولكن في الثالثة كبوته موت وجنون.
الطرواديون يقولون هذا وليس أنا ، واليوم مدننا تسقط واحدة تلو الاخرى دون الحاجة الى خدعة الحصان الخشبي ، يكفي الشفل المفخخ ليجعل قائد العمليات وجيشه ينسحب تكتيكيا الى الحبانية وهناك يتحصن ويُبرر وبردة فعل حماسية لانفعل له شيئا سوى أن نقيله وذلك هو أضعف الأيمان ، وهو ربما لا يعلم أنه يسقطنا في الخطأ التاريخي المتكرر بفقدان وردة من كتاب الجغرافية للصف السادس الذي كان يتحدث عن العراق مدنا وتضاريسا وبيئة.
إذن نحن لا يصلح في حياتنا ان نقول ونبرر سقوط مدننا بهذا المثل ( الماصخ ) ( كبوة الحصان ) . وعليه وحتى لا يتهدم من سور أرواحنا شيئاً علينا التعامل الواقعي مع الحدث لأن استمرار خيبات وليست ( هزائم ) على مستوى ما نفقد من مدن الجهة الغربية والشمالية في الجسد العراقي هو استمرار لهذا النواح الذي ابتدأ من أرض الطف ولم يتوقف حتى مع ثارات المختار .
اليوم نفقد مدينة هي بوابة لصحارينا الممتدة في أكبر بقعة من أرض هذا البلاد وسنفقد معها التواصل الحقيقي مع الفرات وجارنا الغربي والأهم نفقد التواصل مع امانينا مع بقاء هذه البلاد موحدة كما تعودت لا كما تمنت تلك الخيبات المريضة التي اثرت اولا من حزن الشعب ونفطه وزادت ثراءها من عطايا خزائن مخابرات الدول البترولية واخرى تريد من العراق وسوريا ان يصيرا منطقة جذب لتلك الافكار البالية والارهابية والتكفيرية التي انشطرت من فتاوى البؤس المتخلف لتذبح وتفجر وتستبيح.
ها نحن مع سهو آخر وخيبة جديدة ، ها نحن مع قلة خبرة وضعف في المجابهة المدافعة عن المدن والحرب الاعلامية للآخر الذي قد يستعمل رابطا فديويا على موقع اليوتيوب ليهز وضع بكامله كما فعلها في تهديم معنويات ربعه السيد ( كرحوت ) وابلغ شرطة الرمادي ان داعش اتت اليهم وعبر من سوريا الافا مؤلفة ، وهذا ما جاء بشهادة تلفازية لواحد من شرطة المدينة فيكون هذا ( المسؤول ) قصد أم لم يقصد هو من سَهلَ تكرار الخيبة والدمعة الجديدة في جفن الجغرافية العراقية ( دمعة سقوط الأنبار ) فيما تكون الحقيقة هو أن العابرين من الحدود لا يتعدون المئة بسراويل افغانية ولهى تشبه اشجار الافيون المخدر ردعهم قد لا يحتاج سوى الى فصيل جيش بعقيدة.
ها هو السهو الآخر يعمق محنتنا مع التأريخ وقدرنا وتفكير العولمة بمستقبلنا وجشع من نمنحهم ثقة ان يكونوا نوابا ومسؤولين ، تلك المحنة ليست بقصيرة الأجل مع الأسف ، ستأخذ من ارواحنا وبقاءنا جرا وعرا وسيتمدد في البلاد مصطلح طبوغرافي يسومونه ( مدن النازحون ) .
وأؤلئك المساكين هم وضع جديد من اوضاع محنتنا لم تألفه الثقافة العراقية ولا الموازنة العراقية وتقبلهم في غير اماكن عيشهم يكون صعب جدا نتاج خصوصية البيئات العراقية وتركيبتها السكانية.
والآن البرابرة وصلوا الى عنق الزجاجة . اخاف ان يغلقوها وتحدث الكارثة . لهذا نحتاج الى همة وعقيدة وروح قائدةٍ نظيفة ، وعليه فأن الحشد يكاد أن يكون وحده من يقول الآن ، انا المخلص ( محمد أو اليسوع أو هرقل )…..!