22 ديسمبر، 2024 6:22 م

الأنباريون و الوشايات

الأنباريون و الوشايات

بسم الله الرحمن الرحيم
//قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا // الإسراء (84)
ألا يخجل البعض من أنفسهم ( على الأقل ) ويتركوا ويبتعدوا عن هذا الإرث القاتل من اللؤم والنفاق والرياء وتحين الفرص والوشايات ؟ ألم يتعظوا بما جرى لنا ؟ كلنا اخوة اصدقاء وزملاء اعزاء في بلد واحد وفي محافظة واحدة وفي مدينة واحدة وفي منطقة واحدة وفي دائرةٍ واحدةٍ يتربص بعضهم بالآخر .. فلان قال .. فلان لم يداوم .. فلان ذهب وفلان عاد .. فلان وفلان وفلان .. ومحافظتنا تقطعت إرباً وأهلها تحولوا من أعزةٍ إلى لاجئين .. أقول للبعض من هؤلاء .. بدلاً من لهاثكم وراء الفتنة والوشاية والتنكيل والأذى .. أوجدوا لنا حلاً لما نحنُ فيه .. مع فائق تقديري وإحترامي لمن يعملون بصمت وهدوء وشجاعة خدمةً لأبنائهم وزملائهم وأخوتهم في محافظتنا الخالدة الأنبار , شرعاً الفتنة والوشاية محرمة في ديننا الحنيف ، وإجتماعياً تُعدُّ نموذجاً واضحاً للتعريف بشخصية الجبان أو المتردد أو الخائن في صفوف أي مجتمع بعيداً عن الإنتماءات العقائدية .. فالوشاة خونة مهما حاولوا أن يؤطروا وينمقوا أكاذيبهم.. وعموماً لا يوجد مجتمع أو أمة أو دين أو مذهب أو عقيدة يقف إلى جانب الوشاة بل تصدت جميع التقاليد والقيم والأعراف لهم .. وفي العراق كان للوشاة حصة الأسد في تدمير وتخريب مجتمعنا وظلم وقتل وسجن آلاف الأبرياء بدءاً بالخونة الوشاة المتعاونين مع المحتل وإنتهاءً بما يحدث الآن من كوارث سببها الواشون وسُجن وقُتل بسببها الأبرياء ، وليس من قبيل الصدف أن يفشل القضاء العراقي في وضع حد لهذه الظاهرة لأنَّ معظم الدعاوى والتهم الباطلة كان سببها الوشايات ومن وقفَ معها بقوة من متسلقي المناصب والمستفيدين منها كبعض الوزراء أو القادة السياسيين والمتحزبين في الوقت الذي اُضعفَ فيه الجانب الدفاعي لعدم وجود أسس قانونية ودستورية يعتمد عليها! وقد تابع الكثير من علماء الإجتماع والنفس تصرفات الوشاة وأسسهم التربوية فوجدوها متخمة بأمراض نفسية وإجتماعية .. فالواشي يجد نفسه وحيداً منعزلاً هزيلاً لذلك يلجأ إلى الإختباء خلف جدران غامضة يقذف من ورائها الأبرياء بتهم باطلة معتقداً أنه سيحقق جزءاً من هيمنته وسيطرته على أبناء مجتمعه فضلاً عن تفرد الوشاة بأمراض سلوكية خطيرة جداً تنسحب في معظم الأحوال على عوائلهم وتنتقل إلى أبنائهم بالوراثة .. والوشاة غالباً ما يتكاثرون في رياض الأطفال والتعليم الإبتدائي والأسواق التجارية ومهربي المخدرات وبيع المواشي وصالات الخمور والفنّانين وغيرها من الأمكنة التي تشهد تناقضاً في السلوكيات وتوافقاً في الأهداف ، عليه من المستغرب جداً أن نجد وشاة في محافظتنا الأنبار لأنهم الطبقة المثقفة الواعية لأي مجتمع ! كيفَ يُمكن لهذه الشريحة المريضة أن تتسلل داخل الجسد الأنباري لو لم يكن هناك إستعداد وعدم تصدي جدي لها .. في محافظتنا ، الأنبار كأنموذج مهم وكبير لم نتخلص من هؤلاء الخونة منذ أن تأسست المحافظة ولحد الآن .. أما البعض الآخر فهم من المرضى الّذين يلاحقهم مرضهم من بيوتهم وحتى مدينته معتقدين أنهم سيحصلون على شيء وهم يرفعون أكاذيبهم لهذه الجهة أو تلك .. ولتقريب الموضوع أكثر لم ننجُ جميعاً مَثلَاً من الطعن بعملنا من خائنٍ عميل ! لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب وهو صعلوكٌ سكّير بغي يحلم بأن يتبع الناس رأيه ويخالفون حتى شرع الله .. رغم ظروفها وتعاطف الجميع معها من وضع علامات إستفهام كبيرة عن حقيقة وجديّة تعامل الآخرين .. إذ لا يمر يوم بل ساعات إلا وتنهمر عشرات التقارير والوشايات على مكاتب الوزارات والمحافظة والوزارات الأخرى لمرضى خونة هدفهم تدمير وضياع محافظتنا .. أقول لهؤلاء إن كنتم شجعاناً فالّذين تشون بهم وتكتبون عليهم اخوة زملاء معكم فواجهوهم بالحقيقة أما إذا كنتم كاذبين فتحملوا وزر أعمالكم لأنَّ لا مكان في محافظتنا إلا للشجعان الأصلاء النبلاء
ولله – الآمر ..