23 ديسمبر، 2024 7:52 ص

أكثرُ من تأويلٍ للحشرةِ التي تمرُ من أمامي ،
والأكثرُ الريحُ العاتيةُ التي تمزحُ ونافذتي ،
حملت لي رائحةَ البيوت المكسوةِ بالقصدير
والمراكبَ المطليةَ بعسلِ الشّمع
ورائحةَ الهامور والكركفان والحيتان النباتية ،
دون أن تفصحَ عن الأنباءِ الحزينةِ التي أنتظرُها ،
كلَ يومٍ أقولُ سأجد فرصة أخرى
غيوماً متدنيةً قرب رأسي وكأساً ممتليئةً بالضوء ،
لم يعد ثمةُ تقديرٍ مناسبٍ لـ هُنا لـ هُناك ،
لما تظم النجمةُ من الأرخبيل وما تعوي عليه في دنَسِ الظلماء ،
لما سيبوحُ به القاربُ لسُلالةِ الصخور ولإيقاعاتِ الموجِ
لم يعد ثمة تقدير مناسب لــ هُنا ،
هنا الخاليةُ من مكمنٍ للمكانِ ،
هنا التي لاتُرتب ولاتُعد ،
وتأتي بنسلِها المُجنسِ من أهاتِ الغرقى وعابري الطُرقِ الميسميةِ
هنا التي لاتجد كسوةً من هُناك ،
ولاتجد غير الأنا مِن مَن أنا
أنا المُدونُ في سوادِ المرآة
الملتصقُ بذيلِ الغمامةِ
المسبوقُ رغم عطشهِ الى الماء ،
العازفُ مراثي الأسلاف ،
يُحصى بالنُطفِ الضوئيةِ
والأحلامِ المُسترجعةِ
وقصديةِ اليباب
حين تسرق غيمةٌ ملامحَهُ
وتلقيه على يبابٍ أخر ،
…………………..
…………………
هوذا عالمي
أقفُ أمامَهُ ،
وَبشيءٍ من الشجاعةِ أحملُ فأسي
إن إستطعت حملَها
المهم ، أن لاأكون عبارةً عمياءَ
شيئاً ما
سأفهمه لاحقا
حين أصلُ الى نقطةٍ في اللامتناهي
كي يأتي الهواءُ بظلّيَ
الذي أصبح كــ آثارٍ مخيفةٍ
ريثما أمازحُ الزّمنَ على ساعتي
وأتخطى الأحلامَ التي يُرَتبها الغيبُ لي
لِتسلمَني للمتاهاتِ والأقداحِ المريبةِ
هوذا عالمي ..
يدعوني لقبولِ التهلُكةِ
ولا شفاعة لدي
أستنسخها من كتابٍ مقدسٍ
أو من راوٍ يقصُ عليَ مِن قصصِ الأنبياء

[email protected]