من التحديات التي ستواجه منطقتنا في المستقبل القريب , هو شحة المياه الصالحة للشرب , وإرواء المزروعات والأشجار , وهذا التحدي يتطلب يقظة مائية ووعي , وحرص على الثروة المائية بأنواعها.
فالمطلوب العمل على إنشاء البحيرات ومستودعات تخزين مياه الأمطار , وإستعمالها لأغراض متعددة.
فالبيوت يجب أن تتعلم كيف يكون فيها خزانات كونكريتية لمياه الأمطار , ولا بد أن تتعلم شعوب المنطقة كيفيات تخزين مياه الأمطار والفيضانات في بحيرات وخزانات في أراضيها , بحيث تتحول الصحارى إلى واحات خضراء , ترتوي من البحيرات المعمولة في بقاع الأرض القاحلة , لكي تتجمع فيها مياه السيول والأمطار.
فالثقافة المائية مغيبة وإقتصاد الإستثمار بالماء مفقود ومجهول تماما , وما عاد صحيحا الإمعان بهذا الجهل , وقد أصبحت الظروف والتحديات تستدعي الإبداع والإبتكار في مشاريع تخزين المياه وتجميعها وأهم مصادرها مباه الأمطار.
أما الأنهار فتتعرض لإعتداءات من دول المنبع , ستتسبب بتقليل كميات المياه الجارية فيها إلى مستويات قليلة , وربما ستنتهي على أنها أنهار.
فالمطلوب تخزين مياه الفيضانات والسيول , والإعتماد عليها والإجتهاد في بناء ما يساهم بذلك من الخزانات والسدود والبحيرات والترع وغيرها , مما تجيد به إبداعات المهندسين الزراعيين , وغيرهم من المتخصصين بموضوعات المياه والإرواء والأنهار.
ففي تأريخنا سد مأرب الذي أعتمد منذ آلاف السنين لتخزين مياه السيول والأمطار , وبموجبه تأسس اليمن السعيد وإزدهى فيه نعيم الحياة وروعة إخضرارها.
فعلينا أن نستبق الأحداث , ونتجهز للمصاعب التي ستواجهنا حتما في العقود القادمات.
فالماء يعني الحياة , وإذا نضب الماء ذبلت الحياة وضاعت نضارتها , فهل من وعي مائي وإرادة لتخزين وجمع المياه؟!!