أبان إنتخابات 2018 البرلمانية تداول الناس فيما بينهم و على مواقع التواصل الإجتماعي دعوة لمقاطعة الإنتخابات لأن القانون الدولي سوف لن يعترف بالإنتخابات إذا كانت نسبة الإشتراك فيها لا تتعدى 40% و بالتالي ستقوم الأمم المتحدة بإرسال قوات دولية لتنصيب حكومة إنقاذ وطني تقوم بإلقاء القبض على الفاسدين و محاكمتهم و إسترجاع الأموال المنهوبة و التي يعترف السياسيون علانية و على شاشات الفضائيات بسرقتها عن طريق المشاريع و العقود الوهمية. و بالفعل حدثت مقاطعة واسعة للإنتخابات لم تتعدى نسبة المشاركة فيها عن 20%. و بالمقابل فإن المستهدفين من مقاطعة الإنتخابات بقوا في السلطة بفضل جماهيرهم التي إنتخبتهم، بفعل توزيع البطانيات و التحشيد العشائري و غيرها، على الرغم من نسبتهم القليلة لأن قانون إنتخابات العراق لا يحدد نسبة المشاركة لنجاح الإنتخابات. و قام الفائزون بالإنتخابات و عن طريق ممثليهم في مفوضية الإنتخابات لتبييض صورة الإنتخابات و نكاية ً بالمقاطعين بالإعلان عن أن نسبة المشاركة في الإنتخابات كانت 45%. و هكذا خسر المقاطعون الرهان داخليا ً و خارجيا ً. فداخليا ً بقى المستهدفون من المقاطعة في السلطة مع إعلان نسبة المشاركة تعدى 40%. أما خارجيا ً فالأمم المتحدة لم تعلن بطلان الإنتخابات و إرسال القوات الدولية و تنصيب حكومة إنقاذ وطني لأنه و بكل بساطة لا يوجد مثل هكذا قانون و الأمم المتحدة لا تمتلك مثل هكذا سلطة و مثل هذه الأمور لا تعنيها لا من قريب و لا من بعيد، لا بل أن الأمم المتحدة باركت نجاح الإنتخابات على الرغم من كل الذي شابها من تزوير باعتراف من داخل مفوضية الإنتخابات و لجان التحقيق و حوادث مريبة سايرت الإنتخابات. و نتيجة لبقاء الفساد على حاله لا بل إستشراءه شجع الأمم الأخرى لإستثمار الحال لصالح إقتصادها، و آخر هذه الإستثمارات و كما أصبح واضحا ً للعيان إرسال البيض الفاسد و الحصول على ما يمكن الحصول عليه من أموال الشعب العراقي لأن الرقابة لديهم لا تسمح بتداول البيض الفاسد على عكس ما يحصل لدينا حيث عبر هذا البيض الفاسد الحدود و دخل البيوت و سبب العديد من حالات التسمم و من لم تظهر عليه حالات التسمم فإن ضررا ً ما قد أصاب صحته و إن لم يكن ظاهرا ً في الوقت الحالي. و هذا البيض الفاسد أكله الذين شاركوا في الإنتخابات و الذين قاطعوا الإنتخابات فالهلاك يطال الجميع عندما يتقاعسون عن الإصلاح مصداقا ً لقوله سبحانه و تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود117).