19 ديسمبر، 2024 8:49 ص

الأمل في نهاية النفق ؟!

الأمل في نهاية النفق ؟!

العلاقات الاجتماعية والأسرية والثقافية والسياسية النبيلة, ماهي الا أمتداد طبيعي للوعد الألهي , الذي يكرس مفهوم المودة والرحمة , التي لا تأتيها هواجس الحقد , والبغض , والكراهية ,والحَسد , والنفاق من بين أيدييها ومن خلفها ومن فوقها ومن تحتها , كونها تمثل أعلى مراتب الرقي والبناء للإنسان , الذي فضلة الله على الملائكة , ليس عجبا” أن يتسلح من ينتمي لهذه المنظومة الأخلاقية الكبيرة .. بالإيثار والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الأهداف العليا , فالقلوب الكبيرة التي تُهم .. في أحياء الأسرة والمجتمع والوطن لها ما يميزها عن الأخر, بالأعتدال , والمقبولية , ونكران الذات , وحب الأخر , والشجاعة , والحكمة , فعلى مستوى الأسرة .. كانت والدتي (حفظها الله ) توصُينا أذا أردنا ان نُحلق عاليا” , بألا تكون( وجُوهنا متألفة .. وقُلوبنا متخالفة ) .
فمنذُ أعلان نتائج الأنتخابات البرلمانية السابقة , كان هناك صوت هادر يدعو بضرورة عقد الطاولة المستديرة لغرض كشف الملفات والأستحقاقات الأنتخابية , والتوافق عليها بصيغة ترضى جميع الأطراف الفائزة دون أقصاء لأحد , قبل الشروع بتشكيل الحكومة , وبخلاف ذلك فأن الحكومة عرجاء بدليل , أننا اليوم لانملك وزراء أمنيين على الرغم من شلالات الدم التي تنزف في أرض العراق , فالطاولة المستديرة التي سَخر منها .. من كانت لذة الكرسي هي محور حركته , وطموحة , وأهدفه الرامية لبناء مجدا” على حساب البلاد والعباد , ولا نعرف مدى التنازلات الثنائية او الثلاثية التي قدمت لهذا الطرف او ذاك في المطبخ السياسي الذي أفرز أتفاقية أربيل , من أجل قيادة دفة الحكم , فالروائح النتنة .. لبعض بنود هذه الأتفاقية تفوح عند تقاطع الجهات الموقعة لها , والتهديد بإعلانها ! فهل هي حكومة أزمة , أم حكومة حل رزق بها شعبنا بعد مخاض عسير, فالتقاطع , والتناحر, والتراشق الأعلامي بين الشركاء وصل الى حد النخاع ! , على الرغم من تقاسم كعكة السلطة للأطراف المشتركة في أبرامها , لينظر لهذه الأتفاقية كأنها سفينة النجاة التي لا يعرف بنودها الا الله والراسخون في العلم , لتبحر هذة الحكومة .. وسط بحر متلاطم الأمواج , وليكون فيه الشعب العراقي الخاسر الأكبر, فالفتنة الطائفية يراد لها ان تولد من جديد , وتفخيخ السيارات وصل الى ستة عشر سيارة في اليوم الواحد , والأستيلاء على المؤوسسات الحكومية أصبح من البديهيات للزمر الأرهابية , والهروب المنظم للقتلة والفجرة من السجون أمر” لا غربة فيه , أما أصوات المرجعيات الدينية فلا أذن تصغي لها , فلذة الكرسي تغلق الأسماع للاصوات المخلصة , أمام هذه المناكفات والخسائر المادية والبشرية , لابد من أنقاذ العراق وأهلة من المنزلق الخطير الذي يلوح بالأفق , فكان صوت الأعتدال والحكمة يعلو من جديد .. بضرورة عقد الطاولة المستديرة , لتتجدد الآمال في نفوس غالبية الشعب العراقي , بعدما كان يتجه وبسرعة فائقة للنفق المظلم , بسبب التطورات الطائفية التي على صوتها في سوريا .. والمظاهرات التي أنطلقت في الأنبار والموصل ,ليستولي على حقوقها المشروعة , ويحرف مسارها المشياخ التي تمجد القاعدة والجيش الحر .
من هنا نسأل أهل العلم والمعرفة , ماذا لو عقدت الطاولة المستديرة منذ أعلان نتائج الأنتخابات السابقة , ومن يتحمل مسؤولية أراقة الدماء هنا وهناك , مالم تكن هناك نوايا صادقة بالعمل الجاد كالفريق الواحد , والأبتعاد عن الأنا .. للإنقاذ العملية السياسية التي راح ضحيتها مئات الألف من الشهداء, تاركة خلفها الأرامل والأيتام , فالعراق اليوم بحاجة الى رجال تلتقي عندها المتناقضات , وهذه مهمة تحتاج الى قلوب كبيرة , لايحدها حزب او قومية او طائفية , فكان هناك أمل بعدما يأس الجميع من الحل , فالحكيم في نهاية النفق الذي حفظ العراق وأهلة من عواقب لايحمد عقباها الا الله فالهدوء والأستقرار الذي ننعم به بعد الأجتماع الرمزي الذي دعى الية السيد عمار الحكيم والذي يتزامن مع زيارة الأمام الكاظم علية السلام , ماهي الا بركات من السماء لينعم بلدنا بالخير والأمن والأمان , كما نتمنى للقيادات السياسية التي جمعتها عبائة الحكيم أن تصغي وتعي لنصيحة والدتي الموجهة للذين تشابكت أيديهم , وتعانقوا بعد ذلك , أذا أردتم البلد ان يحلق عاليا” الاّ تكون ( وجوهكم متآلفة .. وقلوبكم متخالفة ) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات