18 ديسمبر، 2024 10:43 م

الأمريكان وايران و وتيرة التوتّر!

الأمريكان وايران و وتيرة التوتّر!

في الأزمة المتصاعدة بين واشنطن وطهران , وخصوصاً على صعيد التصريحات والإعلام , وكأيّ ازمةٍ دوليةٍ بين دولتين او اكثر , وبغضّ النظرِ هنا عن فحاوى ومضامين اسباب ومسببات الأزمة ومتطلباتها من كلّ طرفٍ تجاه الآخر , كما بنصفِ غضِّ نظرٍ آخرٍ من أنّ الولايات المتحدة مسنودةٌ ومدعومةٌ في موقفها هذا من معظم الدول الأوربية واسرائيل ودول الخليج العربي وبعض الأقطار العربية الأخرى , بينما لا يظهر بشكلٍ عمليٍ وفاعلٍ وملموس من موسكو وبكّين في تبنّي الموقف الإيراني بالضدّ من ادارة بايدن , وحيث الأزمة ما فتئت في بدايتها وكأنها تجددت مرةً اخرى عمّا كانت في زمن الرئيس ترامب , ويبدو الطريقُ طويلٌ حتى من الإقتراب النسبي من حافّات الحل , ومع أخذٍ بالإعتبار لإنتخابات رئاسة الجمهورية في ايران في شهر حزيران – يونيو المقبل , والرئيس المقبل الذي قد يغدو اكثر تشدداً من روحاني او العكس مثلاً .! وهو احتمالٌ يعاني من الضُعف والنحول .

ودونما استباقٍ او قفزٍ على المراحل والأشواط التي قد تستغرقها المسيرة الماراثونية لحل او حلحلة هذا الأزمة , فأمسى من بديهيات ومسلّمات الدبلوماسية ” تقليدياً والى يوم يُبعثون ! ” , أنَّ أيّ مفاوضاتٍ معقّدة بين طرفين او جهتين فلابدّ ان تبدأ بالتصريحات والشروط المسبقة ” والعالية الكلفة ! ” في وصولٍ لاحقٍ لما هو ادنى , كما أنّ مثل هذه الأزمات لا تخلو من العامل السيكولوجي وطريقة الظهور في وسائل الإعلام داخلياً وعلى صعيد عموم الرأي العام , وانَّ محاولات كسر إرادة ايّ طرفٍ للطرف الآخر تبقى ضمن قائمة المتطلبات وبمراعاةٍ دقيقةٍ لحفظ ماء الوجه , ومع اختلاف التوازنات والقُدُرات .

الطريق نحو بلوغ طريق الحل ليس طويلاً فحسب , إنّما يبدو وكأن لم يجرِ تعبيده بعد , وكم سيستغرق ذلك ؟ وما هو الثمن لطرفٍ ما ؟ وللعراق كذلك .!