23 ديسمبر، 2024 3:19 م

بعج: شق
بعج بطنه: أي شقها فاندلعت أو برزت أحشاؤها
لماذا الأمة مبعوجة , بمعنى أنها مشقوقة أو مسرودة , وإن شئت مطعوجة بمعنى أنها مضغوطة ما بين قوتين , ويمكنك القول بأنها مفعوصة , والعجيب في أمرها أنها تكرر ذات السلوك وتُلدغ من جحر واحدٍ ألف مرة ومرة!!
فلماذا هذا الكلام عن أمة العرب والإسلام؟
لأنها أمة مستعمَلة من قبل القوى الأخرى لتحقيق الإنتصار على بعضها البعض , ويمكنها أن تتحول بسهولة إلى عدوة لذاتها وموضوعها.
والأدلة على ذلك أنها تحققَ إستخدامها في الحرب العالمية الأولى للنيل من الدولة العثمانية وتحقيق هزيمتها أو كسيرتها , وبعد ذلك تم الإستفراد بها وإستخرادها ووضعها تحت طائلة معاهدة سايكس بيكو , وتحولت إلى شذر مذر , ولا تزال في تفاعلات إنشقاقية وإنفعاصات داخلية مروعة.
وفي الحرب الباردة تكرر إستخدامها من قبل الدول المعادية للإتحاد السوفياتي , ووظفوا إسلامها للنيل من الشيوعية , وبلغت ذروة التوظيف عندما إحتل الإتحاد السوفياتي أفغانستان , وبعد أن إنهزم وإنهار , حصل ما حصل من تداعيات , وإنفراد بالأمة من قبل القوى التي وظفتها للوصول إلى أهدافها , فوقعت الواقعة , وصارت معاهدة سايكس بيكو حلما ورحمة.
فالأمة بين كماشتين قويتين حاميتين , وتتمترس بالوهم والضلال وتدعي المحال , وما هي إلا دمية تحركها القوى اللاعبة بها وفيها.
واليوم تنطبق عليها القوتان اللتان كانتا متصارعتان , وإنقضاضهما مرير وشديد , ولكل منهما ثارات وتصفية حسابات مع الأمة المُستعبدة بالأقوى , والمُسخرة لتمرير أجندات الطامعين بها , وهي كالمنومة المخدرة بالأباطيل , والمحقونة بأفيون الدين ومشتقاته الطائفية والمذهبية , وغيرها من مستجدات العقاقير الإدمانية المدمرة للعقل والروح والقلب.
ولا تزال لا تستوعب أن قوتها في عروبتها وإتحادها وإعتصامها بحبل وجودها القويم , وبتكاتفها والتفكير العاقل بمصالحها ومستقبل الأجيال , ولا يمكنها أن تفهم أن قوتها كامنة فيها , ولا يمكن لأية قوة أخرى أن تمنحها ما ليس فيها من الإقتدار.
فالأمة مبعوجة ومطعوجة وعليها أن تستفيق وترمم ذاتها وتصلح كيانها الذي خربته الحروب , وبإرادة حياة يمكنها أن تكون!!.
فهل من عقل عزوم رشيد أم أن الغباء هو السعيد؟!!