أمتنا أمة بين الأمم , وما فيها موجود عند غيرها , ودينها دين من الأديان وليس الدين الأوحد , فأديان الأرض كثيرة ومتنوعة وتمارس طقوسها منذ الأزل.
فالأديان جزء من الحياة , ولا يمكن للحياة أن تكون في الدين , وإنما الدين في الحياة.
وما يحصل في واقع الأمة أنها تتلهى بالدين وتستنزف طاقاتها في الدين , وتدمر نفسها بالدين , وقد مرت عدة أمم بهذه المعضلة السلوكية واستفاقت منها بعد حين , وأدركت أن طريق العلم هو المنفذ الأمين والسبيل للرقاء والبقاء.
والأمثلة كثيرة , ومنها ما مرت به أوربا ما بين القرن الثالث عشر والسادس عشر , وحتى بداية عصر التنوير والثورة الصناعية التي أخرجتها من الظلمات إلى النور.
ترى لماذا يوهمون الأمة بأن لا دين إلا دينها؟
ولماذا يؤسسون فيها أحزاب مؤدينة؟
الجواب على السؤال الأول , أنها أمة بالدين يتم قتلها وإفناؤها؟
والجواب على السؤال الثاني , أن في كل دين وعقيدة تطرف وغلو , ولكي يكون ذلك مضاعفا ويمتلك طاقة تدميرية فائقة لابد أن يكون حزبا بدين.
ذلك أن الدين سيمنح العقيدة الحزبية معاني طقوسية , فتكون جرائمها البشعة وآثامها المروعة مسوغة بدين , فيكون الإتلاف شديدا وبلا رادع , كما أن سلوكيات النفس الظلامية السوداوية الأمارة بالسوء ستكون منفلتة.
الأمم صنعتها الرسائل التنويرية التي أطلقت إرادة العقل , والأمة سادت لفترة بالعلم وليس بالدين , كما يوهموننا ويحسبون مسيرتها نطع وسيف بتار , وهي سلوكيات شاذة لكراسي منحرفة عقيدتها الإنتقام والتلذذ بالآلام.
فهل من قراءة مستقيمة ونظرة قويمة؟!!