24 نوفمبر، 2024 6:16 ص
Search
Close this search box.

الأمارات.. والتحدي الدولي للذكاء الأصطناعي

الأمارات.. والتحدي الدولي للذكاء الأصطناعي

المقدمة : في كل مرة أقرأ عن إنجاز علمي أو ابتكار، ينتابني الفضول دائمًا للتعرف على حياة الشخص الذي يقف وراء هذا الإنجاز وديناميكيات الفريق الذي حقق ذلك, أولئك الذين ينطلقون من مصدر إلهام شخصي ويسعون جاهدين لحل التحديات التي تواجه الإنسانية هم الأكثر حماساً وحماساً وإصراراً على متابعة طريقهم وتحقيق أهدافهم، ولطالما شعرت أن هؤلاء هم الأشخاص الذين سواء كان ابتكارهم منتجًا جديدًا لتلبية حاجة معينة، أو دواءً جديدًا أو علاجًا لمرض ما، أو فكرة جديدة تفتح آفاقًا جديدة، فإنهم قادرون على أن يطغى على جهود القلة التي تستطيع ذلك جسر أو قناة، توصل الناس إلى عدد كبير من الناس الأخرين.

ومن ناحية أخرى، تبرز هذه الإنجازات أهمية التعاون والمشاركة في العمل, غالبًا ما تكون الاكتشافات العلمية نتيجة لجهود جماعية تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الأفراد من مختلف التخصصات والخلفيات, هذا التقاء المال والخبرة يخلق بيئة غنية بالإبداع والابتكار.

أولاً : رؤية مستقبلية

أدركت دولة الإمارات مبكراً أهمية الاستثمار في صناعة أشباه الموصلات المتقدمة من خلال تعزيز استثماراتها الخارجية في هذا القطاع الحيوي, إذ أسست شركة “غلوبل فاوندريز” في العام /2009 وهي إحدى أكبر الشركات العالمية الرائدة في تصنيع أشباه الموصلات ومدرجة في سوق ناسداك للأوراق المالية “ناسداك” بالولايات المتحدة الأميركية.

لقد اعتمد (الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم)، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تعيين 22 رئيساً تنفيذياً للذكاء الاصطناعي في حكومة دبي، ضمن رؤية مستقبلية محورها تعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الحكومي.

وقال (الشيخ حمدان بن محمد)، في تدوينه على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “اعتمدنا اليوم تعيين 22 رئيساً تنفيذياً للذكاء الاصطناعي في حكومة دبي، ضمن رؤية مستقبلية محورها تعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الحكومي، ودعم تجربة حكومة دبي في هذا المجال ونقلها إلى آفاق جديدة ترسخ ريادتها عالمياً في ابتكار الحلول القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وأدوات المستقبل”. وأضاف: “تعيين الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في حكومة دبي، خطوة أولى في مسيرة تحقيق رؤانا لمستقبل العمل الحكومي، التي تجسدت في تصميم خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وننتظر منهم تكثيف العمل ومضاعفة الجهود لتحويل هذه الرؤية إلى واقع نلمس آثاره في العمل الحكومي والمجتمع“. 

ثانياً : التعاون المشترك

أعلنت (جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) ، بالتعاون مع شركة “بيتووم” ومنصة (LLM360)، إطلاق نموذج (K2-65B)، وهو نموذج لغوي كبير رائد مفتوح المصدر يستند إلى 65 مليار مُعامِل وسيط.

يتميز هذا النموذج بأنه يرفع من مستوى معايير الشفافية والأداء في مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، إذ يوفر نهجاً محتملاً لتوثيق ودراسة دورة الحياة الكاملة للنماذج اللغوية الكبيرة، بما في ذلك جميع تفاصيل عملية الاستنساخ.

وأوضحت الجامعة أن النموذج الجديد متاح مجاناً على مستوى العالم بموجب رخصة “أباتشي2، وهو النموذج اللغوي الكبير الوحيد القابل للاستنساخ من طرف ثالث، والذي يتفوق في الأداء على أهم النماذج اللغوية الكبيرة المتقدمة المتوفرة في القطاع الخاص، مثل نموذج “لاما 270B.

ثالثاً : الإسهامات الفعالة

تسهم دولة الإمارات في تلبية الطلب العالمي على أشباه الموصلات المتقدمة والمعقدة، عن طريق تسريع استثماراتها حول العالم في هذا القطاع الاستراتيجي وعقد الشراكات مع كبريات شركات التقنية العالمية بهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب لا سيما في الأسواق التي تشهد نمواً سريعاً.

وقال الشيخ (محمد بن راشد آل مكتوم) ، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن مجلس الوزراء اعتمد خلال اجتماعاته، “ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي” بدولة الإمارات، الذي يضم 12 مبدأ هدفها احترام القيم الإنسانية وضمان معاملة عادلة وآمنة لجميع أفراد المجتمع.

ويحدد الميثاق كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة، وتتضمن أبرز المبادئ العامة للميثاق :

أن تعطي جميع تطورات الذكاء الاصطناعي الأولوية لرفاهية الإنسان وتقدمه.
توافق جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي مع معايير السلامة العليا.
تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بمسؤولية لتكون شاملة ومتاحة للجميع دون إقصاء أو تمييز.
ضمان خصوصية البيانات، وضمان الشفافية بما يسهم في بناء الثقة وتعزيز المسؤولية والمحاسبة في استخدام هذه التقنيات.
توفير الإشراف البشري على الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية.
اعتماد الحوكمة والمسؤولية في الذكاء الاصطناعي للتحقق من استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة أخلاقية وشفافة.

وتسهم جهود ومبادرات (جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي البحثية ) في دعم وتطوير آليات العمل في خمسة قطاعات رئيسية تشمل الرعاية الصحية والطيران والتعليم والزراعة والطاقة بما يدعم رؤية الدولة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأطلقت الجامعة في قطاع الرعاية الصحية أكثر من عشرين مشروعاً بحثياً حالياً ومستقبلياً، وذلك بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، مثل منظمة “ملاريا نو مور”، وشركة “كيورس أيه آي“، ومنظمة “أسباير“، وشركة “إنفنت برين تكنولوجي-آي بي تي”، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية، ومدينة الشيخ شخبوط الطبية.

كما أنشأت (معهد الصحة العامة الرقمية) الذي يهدف إلى توحيد هذه الجهود، من أجل توفير مسار يتيح للتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي دعم رؤية دولة الإمارات التي تقوم على ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة.

ويسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات في قطاع الطيران وتعزيز سلامة الركاب والتجارب التي يعيشونها من خلال استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أجل توقع حاجة الطائرات للصيانة، واستخدامها بشكل فعّال، والحد من تأخر مواعيد إقلاعها.

المصادر/

CNN الاقتصادية/ الصين قائمة أمريكا لمصانع الرقائق الممنوعة من التكنولوجيا تضر سلاسل التوريد/ ترجمة عمر ياسر, 30مارس2024.

وكالة أنباء الأمارات/ جيسك 2024 يبحث التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على الأمن السيبراني العالمي/ محمد جاب الله, مصطفى بدر الدين/ 2 أبريل 2024.

نشرة الخوارزمية من أم أي تي تكنولوجي ريفيوhttps://mail.google.com

أحدث المقالات

أحدث المقالات