وفقا لشريعة الغاب الفاعلة في العلاقات الدولية منذ الأزل , فهذا القانون يسري على مر العصور , ولا يختلف عصرنا الحالي عما سبقه.
هناك قوة تقرر وقِوى تابعة لها تدين برؤيتها , ودول مستضعفة متناحرة تتوسل الحماية منها , وهي طوع أمرها , وملبية لتطلعاتها , ومؤمّنة لمصالحها.
ودول الأمة معظمها منفذة لأوامر الأقوياء , ومفعول بها على مدى القرن العشرين ’ ولا تزال تحت سنابك الأقوياء , ولا تجيد غير السمع والطاعة.
وأنظمة حكمها تلغي إرادة المواطنين وتؤكد على الفردية والعائلية والفئوية والمذهبية والطائفية , بما يخدم إرادة القوة التي تسود وتقود.
فلا يهم إذا تم محق الملايين , أو أبيدت مجتمعات الأمة بأفظع الأسلحة المتأهبة للإنقضاض عليها , لأنها تُحسب أرقاما لا غير.
القوة الفاعلة ما تقوم به عدل وإنصاف ودستور أخلاقي سامي المواصفات , وهي تكيل بألف مكيال ومكيال , وما يعنيها نفاذ إرادتها وخنوع أهدافها وإنبطاحها.
فجرائمها ذات أخلاقية عالية ومن ضرورات الحياة الحرة الكريمة , وإذا تحرك الهدف ونبس ببنت شفة ألصقت به أقبح التهم , وتحولت مطالباته بحقوقه المشروعة إلى ذرائع تقضي بإبادته.
فهل عرفتم معنى الحرية والديمقراطية المزعومة؟
إن القوة تصنع الحق , والضعيف مُدان ولن تثبت براءته , لأنه لقمة سائغة لأفواه فاغرة!!
وما أكثر السرّاطين , وأفاعي عصرنا المحموم , الذي تزدحم فيه عقارب السوء والبغضاء , والعداء المبين.
وقل زهق الحق وساد الباطل , ما دام الدين قناع جميل!!
و”لا تبتغوا بالمنى فوزا لأنفسكم…لا يصدق الفوز ما لم يصدقِ الطلبُ”!!