23 ديسمبر، 2024 2:15 ص

الأقوياء يستثمرون بالمشاكل!!

الأقوياء يستثمرون بالمشاكل!!

الأقوياء شيمتهم الإستثمار في مشاكل الآخرين , ويسخرونها لفرض قوتهم على الأطراف المتنازعة , فكل قوة تتحين الفرصة للإستثمار في أية مشكلة.
وهذا سلوك متواصل , وتدركه العديد من الدول , ودول الأمة تتجاهله , وتذهب للأقوياء لحل مشاكلها , ولا مشكلة واحدة تحقق حلها في واقعنا الذي تتراكم فيه المشكلات وتتطور.
فهل حلت الأمم المتحدة والقوى الكبرى قضية فلسطين أم طورتها وإستثمرت فيها؟!!
إن المشاكل يحلها المتنازعون أنفسهم , عندما يتوفر العقل وتتفاعل الحكمة وتتأكد بين الأطراف.
ومن أهم الحالات القابلة للإستثمار هي الحروب بين المجتمعات , فأي نزعة للعدوان والتصارع , يتم تأجيجها والتعامل معها على أنها مصدر للهيمنة والقدرة على تحقيق المآرب بأنواعها , فتكون سوقا للسلاح وإستدرار المال والأرباح , وكل قوة مستفيدة تجتهد في إطالة أمد الحرب لما فيها من مردودات إيجابية , ولا يعنيها خسائر المتنازعين , لأن ذلك في جوهره من الفوائد التي تجنيها.
وفي الأحداث المتكررة المتعددة المتنوعة أمثلة لا تحصى عن سلوك الإستثمار بالمشاكل من قبل القوى الساعية للهيمنة وفرض إرادتها على الآخرين.
ومن هنا فأن الإستعانة بالقوى القوية يُعضّل المشاكل ولا يحلها.
تأملوا ما يحصل في مجتمعاتنا , وستجدون الإستثمار الكبير فيها , والخاسر أبناء المجتمعات المنكوبة بالصراعات العبثية , والرابح القوى التي توهمت بأنها تعينها وتساندها.
وما يجري في أوكرانيا منذ (24\2\2022) تحقق إستثمار غير مسبوق فيه , وهذه المعونات قيود تستوجب إلتزامات إذعانية وهيمنات مطلقة على مصير الدولة ومصادرة وجودها لزمن طويل.
فلماذا لا تستثمر الدول القوية بغير ذلك؟
لماذا تندفع نحو بيع السلاح والعتاد , ولا تقوم بتأسيس مشاريع ذات قيمة إنسانية وإقتصادية في المجتمعات الأخرى؟
لكي تكون قويا عليك أن تحاط بالضعفاء , ولا تريد قويا من حولك أو بقربك , فالأقوياء يميلون إلى التفرد والتوحش والإفتراس , والأسود تتفرد في آجامها , وكذلك القوى الكبرى فهي تتمتع بالإنفراد والسطوة والسلطة على غيرها , لكي تترجم إرادتها القوية , وهيمنتها الأبية.
فهل سنعرف أننا لوحدنا نحل مشاكلنا , ولن يحلها لنا غيرنا؟!!