فقرة إرغام الأطفال على تحويل ديانتهم الى الإسلام في حال أسلم آباء الأطفال ؛ لو أضيف اليها كلمة ” أو العكس ” يعني يحق للأطفال المسلمين تغيير ديانتهم في حال غير الآباء ديانتهم ؛ لصبت بمصلحة الأقليات ولإزدادات أعداد الأقليات بشكل كبير لأني لاأتصور إن عاقلا على وجه الأرض يغير ديانته لينضم الى ديانة تتفاخر بداعش وجز الرقاب وحكم السيف وفي أحسن حالاتها سرقة المال العام وتخريب البلاد والعباد
البلد يعاني من هجرة إجبارية تفرضها عصابات الموت على الأقليات كي تتمكن من ضرب نسيجه الإجتماعي ؛ ويعمل مجلس النواب على تشجيع هذه الهجرة من خلال مايسمى بالبطاقة الوطنية التي يفترض ان تكون جامعة وموحدة للعراقيين جميعا ؛ لقد إعتادت العملية السياسية التي أنجبت الحكومة ومجلس النواب على زيادة الهوة وتعميق الشرخ الإجتماعي لأن الغالبية العظمى من أرباب السياسة اليوم يعتاشون على الأزمات وضرب التقارب والتعايش بين مكونات المجتمع التي عاشت لزمن بعيد لاتعرف هذا المأزق الذي جرتهم سياسة بعد 2003 اليه
لاأنكر إن صدام حسين بدأ بضرب الوحدة الوطنية وضرب الأقليات مثل الكرد الفيلية بحجة التبعية والشيعة بحجة الصفوية ؛ وعمل على إفراغ بعض المحافظات من مكوناتها الأخرى وجعلها محافظات ذات اللون والمذهب الواحد وهذا مانعاني منه اليوم وهو ماشجع وسيشجع قيام الكانتونات والفيدراليات كذلك تلاعب في الأصول القومية ومايسمى بالتغيير الديموغرافي في كركوك والذي نعاني منه الى يومنا هذا ؛ لقد كان العامل الشيعي المسكين لايسمح له في العمل في عاصمته بغداد وإن أمسكته السلطات سوف تعتقله وستعيده في التسفيرات البشعة في أحسن الأحوال لالشيء الا لكونه من المذهب الذي لاينتمي اليه صدام
لو كان التعايش السلمي على حاله لما سمعنا عن تشكيل فصائل مسلحة بأسم هذه الطائفة وتلك الطائفة وبإسم هذا المذهب وذاك المذهب ؛ ولما سمعنا عن سبايا حلال وسبايا حرام لايجوز التقرب منهن
طالما تغنى البرلمان بــ ” اللحمة الوطنية ” وضرورة الحفاظ عليها لكن هذه اللحمة يأكلها البرلماني عند خروجه من الفضائية التي تستضيفه وماأن يجلس في مقعده البرلماني حتى يعود للتخطيط بكيفية ضرب اللحمة وتمزيقها ؛ وماهذه الفقرة التي كتبت في مشروع البطاقة الوطنية الا أحد الأدلة القاطعة على ان البرلمانيين يعملون بسياسات عدوانية لاتختلف عن سياسات البعث السابقة
لا تنه عن خلق وتأتى بمثله , عار عليك إذا فعلت عظيم
منذ 2003 والى يومنا هذا أريد أن أشاهد بوادر التغيير الحقيقي بأم عيني لكني للأسف لم أر أية بادرة لذلك التغيير الذي طالما حلمت به كثيرا ؛ كان النظام للمقربين منه والآن عاد النظام الجديد للمقربين منه أيضا والقائمة تطول بالتشابه الى حد التطابق بين النظامين السابق والحالي
المغزى من دس هذه الفقرة في قانون البطاقة هو الحصول على زيادة إنتخابية للقوائم الإسلامية وهم يتناسون خلافاتهم الإسلامية التي يروح ضحيتها العشرات يوميا ؛ أيها الإسلامويون إعملوا صالحا ستدخل في دينكم الأقليات أفواجا وإن بقيتم على حالكم ودمويتكم وسرقاتكم وطائفيتكم ستخرج عنكم الأقليات وحتى أولادكم وبناتكم
بعد تأشير الأقليات على مخاطر هذه الفقرة يفترض ان يقوم البرلمان بشطبها كبادرة حسن النية ولم شمل الأقليات والحفاظ عليها ؛ أما إذا أصر المجلس على تمريرها فهذا العمل لايختلف عن أعمال داعش التي تكتب على البيوت حرف ” ن” .
[email protected]