19 ديسمبر، 2024 12:42 ص

الأقلام الطائفية تُحمل أهل الموصل ما لا ذنب لهم فيه !

الأقلام الطائفية تُحمل أهل الموصل ما لا ذنب لهم فيه !

لا تزال بعض الأقلام الطائفية تحاول التعتيم و التشويش على حقيقة ما حصل يوم العاشر من حزيران عام  2014  في محاولة لِابعاد الأنظار عن المسؤول الحقيقي عن سقوط الموصل بيد داعش … و الأنكى من ذلك هو مهاجمة أهل الموصل لِأنهم لم يقاتلوا داعش … أحد هذه الأقلام الطائفية يسأل أهل الموصل : لماذا لا تنتفضوا ضد داعش بعد أن دنست أرضكم ؟ … و الله إنه لسؤال منطقي و معقول … وللإجابة على سؤالك الجميل ظاهرياً و الخبيث ضمنياً عليك الإجابة أولاً على الأسئلة التالية : لماذا إنسحب الجيش المكلف بحماية الموصل من المدينة و نزع قادته الكبار رتبهم العسكرية و لبسوا الدشاديش ؟ بعد أن تركوا خلفهم ترسانة عسكرية قيمتها مليارات الدولارات كانت هدية محترمة لداعش إستفاد منها للهجوم على المدن السنُية الأخرى …  سؤال آخر : على مدى سنين   قام الجيش المسؤول عن حماية الموصل و أهلها بحملات تفتيش لجميع بيوت الموصل للإستيلاء على الأسلحة الشخصية  … ولم يبقى بيت في الموصل لم يفتش مرة أو مرتين أو ثلاث مرات بحثاً عن الاسلحة الشخصية و من ثم مصادرتها … و بذلك اصبح أهل الموصل عُزل بلا أي سلاح … و هكذا فوض أهل الموصل أمرهم الى الله و إعتقدوا بِأن لا خطر عليهم طالما أن الجيش العرمرم موجود لحمايتهم من أي مكروه … لكن هذا الجيش العرمرم سرعان ما إنسحب من المدينة عند أول دخول داعش اليها تاركاً أهل المدينة يواجهون مصيرهم لوحدهم … إن لم تكن هذه خيانة للموصل و أهلها فكيف تكون الخيانة يا صاحب القلم الطائفي …  و الذي تطالب رجال الموصل بالانتفاض ضد داعش … كيف ينتفضون و هم بلا بندقية و لا حتى مسدس ؟ ضع نفسك مكان أي رجل موصلي اعزل من السلاح … هل تستطيع أن تقاتل كلاب داعش بصدرك العاري !؟ و بذلك ينطبق المثل الذي يقول (  لا أرحمك و لا أخلي رب العالمين يرحمك )  .
      واضح تماماً أن الغرض من الصاق تهمة سقوط الموصل بِأهلها هو محاولة لتبرئة نوري المالكي مما حصل … و إبعاد الضؤء عنه و إن بالكذب المكشوف … و هي محاولة فاشلة و صبيانية … فالقاصي و الداني يعرف أن المالكي هو المسؤول الأول و الأخير عن سقوط المدينة  … هل كان المالكي وزيرا لشؤون المرأة عند سقوط الموصل … أم كان وزيرا للسياحة ؟ ألم يكن هو المسؤول الأول في الدولة و عن كل ما يجري فيها … و هو قد قال ذلك بنفسه متبجحا و نافخا ريشه … مع ذلك و رغم ذلك … لنفترض جدلاً أن المالكي لم يصدر أمر الإنسحاب من الموصل … فإن كان ذلك صحيحاً فهذا يعني أن علي غيدان و عبود قنبر و مهدي الغراوي قد سحبوا الجيش على مسؤوليتهم و من دون أوامر من المالكي القائد العام للقوات المسلحة … و بذلك يتوجب محاكمتهم على تخاذلهم و جبنهم أمام حفنة من عصابات داعش … لكن محاكمتهم لم تحصل و لن تحصل … ففي حال محاكمتهم سيعترفون آن المالكي هو من أصدر أمر الإنسحاب و ذلك إنقاذاً لِأنفسهم من الإعدام … هذا دليل واضح عن مسؤولية المالكي في سقوط الموصل … دليل آخر لا يقل قوةً عن سابقه هو تقرير اللجنة التحقيقية البرلمانية في سقوط الموصل و التي أقرت بِأن المالكي هو المسؤول الأول عن سقوط المدينة بيد داعش .
         يا اصحاب الأقلام الطائفية كفوا أذاكم عن الموصل و أهلها … ولن يجديكم نفعاً نشر الأكاذيب و خداع الناس فالأمور أصبحت واضحة و جلية و يعرفها الصغار قبل الكبار … و ابناء طائفتكم نفسها ارتفع صوتهم ضدكم … بعد أن جربوكم لثلاثة عشر عاما  … كانت نتيجتها خراب العراق في كافة المجالات و اصبحت امنية اي عراقي أن يخرج من البلد والى أي مكان في العالم كي يتخلص من ظلمكم و إجرامكم .