19 ديسمبر، 2024 6:05 ص

هل أن “الأقلام تكتب عن كل شيئ ولا تغير شيئا”؟

سؤال يستحق النظر , وقد ذكرت في مقالات سابقة أن الكتابة (الحرة) , إنطلقت في مطلع القرن الحادي والعشرين , وتناولت ما يخطر على بال الكُتاب من موضوعات , وما تغير شيئ , بل أن الأحوال من سيئ إلى أسوأ , والدنيا تمضي في طريق صاعد , وبلاد العُرب أوطاني تتدحرج على سفوح التقهقر في وديان الغابرات.

أين السبب؟

من أبسط معايير معرفة أن النظام السياسي في أي بلد وطني أم لا , إهتمامه بما يُنشر في الصحف والمواقع , وأخذ المنشورات على محمل الجد , لأنها تمثل صوت المواطنين وتعبر عما يعتريهم من المعاناة.

ففي الدول القوية للكلمة دورها وأثرها الفاعل في الحياة , وإذا نشرت الصحف أو المواقع موضوعا يهم المواطنين , فعلى السلطات أن تتخذ إجراءً وتقوم بما يستوجب الإصلاح , فالإعلام من أهم ركائز التعبير الديمقراطي .

أما أن تحسب المقالات والدراسات على أنها من صنف النفايات , فمعناه أن نظام الحكم لا يعير أهمية للشعب , ويكون مسنودا بقوى خارجية , يمثل إرادتها ويصون مصالحها.

وفي المجتمعات المنكوبة بالكراسي , تفقد الكمة قيمتها , وتصبح الكتابة “شخبطات” , والكلام رخيص ولا يُسمع , والمكتوب لا يُقرأ , فكل شيئ مهان , ما دام الكرسي مُصان.

فلماذا تكتب الأقلام؟

هل تتمتع بالعبثية , وتهوى ضياع الوقت , وتبديد الطاقات , أم أنها تستلطف البوح وحسب؟

لا أعرف الجواب , والأقلام ليست مطارق , والرؤوس ليست حديدا ملحوما , لينطبق عليه القول ” كثرة الطرق تفك اللحيم”!!

الإلحاح في الكتابة لا يجدي نفعا , بل يستحضر الأضرار , فالقافلة تسير رغما عن أنف جميع الكتاب , والمثقفين.

و”السبع مَن يضع في السلة رقي”!!

و” الماينوش العنب يكول حامض”!!

و” أنا اشبيدي على امر الله يا كرسي”!!

و”لا يوجد أسوأ من الظالم إلا مَن يساعده”!!

و”كام الداس يا عباس”!!

“خليها على مد الله والخلك طويل”!!

” ما كو جارة الدنيا فرارة”!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات