23 ديسمبر، 2024 6:22 ص

الأقرار بالوجود القومي الآشوري

الأقرار بالوجود القومي الآشوري

العنوان أعلاه كان الشطر الثاني من شعار الحركة الديمقراطية الآشورية التي ناضلت من أجل تحقيقه في مرحلة ما لكونه ضرورة حتمية وحالة موضوعية والأساس الذي أعتمدته في نهجها وفكرها السياسي للأنطلاق به صوب الساحة الآشورية والوطنية والأقليمية والعالمية وعلى مذبحه سقط العظام وعشرات المعتقلين الذين وعن قناعة وأصرار أبوا الرضوخ لسلطة النظام الصدامي الدموي الحاكم ومحاولات الأجهاض على الهوية الآشورية التي كانت تلهمنا القوة والاندفاع ومن دون منازع . وكان هنالك من شارك النظام الشوفيني عنجهيته  في أواسط الثمانينات من القرن الماضي في مرحلة الكفاح المسلح للحركة الديمقراطية الآشورية وأخص بالذكر الحزب الديمقراطي الكوردي ( حدك ) أو كما يعرف بالبارتي للقضاءعلى ذلك النفس القومي عبر دعمهم لأعضاء محسوبون على الشعب الآشوري وهم كوادر عاملة لديه وليتزايد سعير تلك الحملة أبان المنطقة الآمنة عام 1991 من لدن نفس الحزب ومحاولات تأليب البيت الآشوري على بعضه ومن ثم تقسيمه ومزاحمته على أراضيه وقراه, ولتستمر محاولاته المستميتة كي يصل أوجها بعيد سقوط صنم العراق في نيسان 2003 حيث كان قد مهد هذه المرة لتشكيل تنظيمات كلدانية والدفع بها ألى الساحة وبمساعدة أيادي وأموال من الحزب الديمقراطي الكوردي ( حدك ) المترصد دوما لحال هذه الأمة ونجح بالجانب الآخر ايضا بتجنيد شخوصا لا صلة لهم بالعمل القومي الآشوري من المخلصين لأسيادهم البارتي محملا أياهم على فتح دكاكين بمسميات آشورية  تعمل تحت أمرتها وكل على حدة  وكأنها حرب غير معلنة ضد تطلعات الشعب الآشوري مما أودى بالحركة الديمقراطية الآشورية ألى الأسراع والتهيئة لعقد مؤتمر في بغداد عام  2003 جمع تحت جناحيه السياسين والمثقفين ورجالات الدين ليخرج بالتسمية القومية المركبة الكلدوآشورية وبلغته وثقافته السريانية كي تكون من جانب مخرجا سياسيا لتلكم المرحلة العصيبة وحلا توفيقيا و ليس قرارا ولا حلا نهائيا داخل البيت القومي بل من أجل الحفاظ الى حين على وحدته وتماسكه لتحقيق اكبر المكاسب ضمن العراق الجديد ومشاركا رئيسيا في صنع القرار العراقي ألى أن يكتمل بناء دولة العراق حينها سيكون لكل حادث حديث فيما يخص التسمية الملائمة لهذا الشعب, ومن جانب آخر لضرب  مخطط البارتي التآمري , لكن معارك ال ( حدك )  لم تستكين عن زرع الفتنة خاصة بعد أن فشل الذين تم أئتمانهم بعد مؤتمر بغداد على تثبيت التسمية الكلدوآشورية في الدستور العراقي الدائم لتصبح عملية لملمة أشلاء هذا البيت أكثر تعقيدا مما كان متوقعا وليقتنص ال ( حدك ) تلك الفرصة منجبا وبعملية سهلة جدا لما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري عام 2007 بقيادة أحد أعضاء البارتي ( حدك ) وهو ( سركيس آغاجان ) الذي كان حينها وزيرا للمالية في حكومة الأقليم وليلتف حواليه وحول خزينته من كل حدب وصوب ليس حبا بالتسمية ولا أعجابا بتلك الشخصية بل طمعا بالدولارات التي كان يغدقها عليهم ولتشاطره الرأي  شخصيات وتنظيمات أطياف هذا الشعب وبمباركة رؤساء كنائسه تلكم الذين كان لهم دورا بالأمس القريب مشاركين  في أجهاض  التسمية ( الكلدوآشورية ) وأفشالها بينما تراهم رافعين قبعاتهم أمام حصان طروادا  التسمية الثلاثية ( الكلداني السرياني الآشوري ) … 
أن المناداة بالتسمية الثلاثية المركبة أستمرت ومن دون الوصول ألى أية نتيجة ايجابية بل كانت مضيعة للوقت وللحقوق والمزيد من التزمت والنفور والأشمئزاز وهذه حقيقة لا مفر منها , لتبرز شخصيات ذات توجهات ومشاعر وأحاسيس كلدانية وأخرى سريانية حرة مستقلة الأرادة تنوي العمل لكلدانيتها أو سريانيتها بالأنطلاق من كون الأنتماء القومي هو شعور ذاتي ليس بالأمكان فرضه على أحد, وجهود العمل بالتسميات المركبة الطارئة ( تسميات المرحلة ) ضلت قائمة لم تتوقف من لدن متبنيها  لكنها لن تجدي نفعا لتخلق حالة من الصراع وعدم الأتفاق لأسباب منها هشاشة أرضيتها وطغيان الأنانية الحزبية والتناقض الظاهر وعدم الوضوح في خطابات قياداتها التي تتفوه بالآشورية تارة والكلدوآشورية تارة أخرى أو بالكلداني السرياني الآشوري والكلدانية والسريانية … ألخ  ناهيك عن أستغلال تلك التسميات للمنفعة الشخصية لعدم وجود قناعات ضمنية بسب ضمور الحس القومي مبعدة أياهم واساسيات المرحلة وهموم الشعب وحجم المظلومية الواقعة عليه , ليفسح بالتالي هذا التخبط المجال ببروز دور رجال الدين المسيحيين كمنقذين على أختلاف مذاهبهم وصعود نجمهم من خلال تكثيف لقائاتهم بالمسؤولين على أعلى المستويات في حكومة المركز والأقليم ولتطفوا التسمية المسيحية هي الأخرى على الميدان وتشق طريقها وسط زحمة التنناقضات وفضاحة الصراعات المستفحلة في الشارع اللاقومي المنكسر والمرتبك المغلوب على أمره الذي اصبح بلا أسم ولا هوية , في وقت كان المد الأسلامي المتطرف السلفي والتكفيري على أوجه في المنطقة والعراق على وجه الخصوص ليزداد وضع شعبنا تعقيدا وخطورة وتأزما خاصة بعد الفشل الشنيع الذي مني به ساسة الفصائل الكلدانية السريانية الآشورية على أعتماد الخطاب القومي الواضح والصريح داخل تجمعهم الذي ولد ميتا أو الأعلان عن مواقف سياسية مشرفة داخل  قبة البرلمانين الذي هم نواب فيه بل العكس تراهم كل يبكي على مقعده لا على شعبه لتسقط عنهم ورقة التوت , لا والأسوأ من كل ذلك حيث أخذ يتردد من لدن البعض في الأونة الأخيرة لهجة خجولة في المخاطبة لا يورد فيها ذكر لأي من التسميات  بل كل ما يرد هو عبارة ( شعبنا.. !!؟؟ ) فقط , من هو هذا الشعب المجهول الأسم والهوية  ؟ لا ندري !! ,  وفي منابر أخرى تبنت التنظيمات اللاقومية ( المسيحية ) أن صح التعبير عنها التي لا يمكن أعتبارها بالسياسية بعد اليوم تسمية ( الشعب المسيحي ) ومفردات أخرى كحقوق المسيحيين ونواب مسيحيين وكوتا المسيحية ووزير مسيحي كي تصير من هذا الشعب صيدا سهلا أمام التطرف الأسلامي المتنامي في المنطقة واما الصوت القومي والحق التاريخي أصبح في خبر كان لا بل وتم خنقه ولا يوجد هنالك من يسأل أو يدافع عنه وفي مقدمتهم ساسة الأحزاب الذين رضوا وعلى مضض ومن دون أي أعتراض ولا أدنى شجب بأن تصفهم الكتل العراقية الحاكمة بالنواب المسيحيين والوزير المسيحي التي وهي الأخرى أي ( المسيحية ) ستطالها يد الأنتماءات المذهبية آجلا أم عاجلا… 
أذن فلا بد بأن تعيد كل التنظيمات الآشورية المتواجدة داخل العراق أو المنطقة حساباتها  وأخص بالذكر الحركة الديمقراطية الأشورية وكيان أبناء النهرين لكونهما مرتشفين فكريا من مدرسة قومية واحدة وهي مدرسة الخالدين ( يوسف , يوبرت , يوخنا ) الذين وقفوا بالضد من عمليات الصهر القومي ورفعوا شعار الأقرار بالوجود القومي الآشوري , أي بالعودة ألى الجذور والأعلان عن الأسم القومي الآشوري صراحة وهذا ليس نكاية بأحد بعد أن منيت ما تم تبنيه من الأسماء المركبة الثنائية والثلاثية  بالفشل عمليا لأكثر من عشر سنوات والتجارب على الأرض اثبتت عدم جدواه أوقبوله أو أستساغته حيث ولّد المزيد من اليأس والتلاشي في روحية العمل القومي التي أظهرت المواطن الآشوري بلا شخصية ولا هوية ولا أصالة ناهيك عن فقدان قيادييه لروحية العمل القومي ورضوخه تحت وطأة الأنا المقيتة التي تم تغليبها على المبادئ والقيم والأخلاق الثورية والمصلحة العامة لشعب طالما دافع عن وجوده القومي ضد جينوسايد الأبادة ومحاولات الصهر العرقي في بودقة العروبة والتمتع بحقوقه القومية المشروعة آشوريا رافضا فرض التسمية المسيحية عليه التي وتحت مظلتها يحتمي اليوم العربي والكردي والأرمني ايضا على حساب تقزيم العمر القومي وأختزاله وأختصاب مشروعية مطالبه وأحلالها بديلا للحق التاريخي الآشوري الذي يناهز عمره السبعة ألف عام . لذا فالواقع الفاسد والمؤلم يفرض اليوم على تلكم التنظيمات  أسكات الحناجر المتسلطة على سدة الحكم في العراق والمصفقين لها ايضا من داخل البيت القومي الآشوري لأغراض المنفعة الشخصية للكف عن سلب حقوقنا السياسية والقومية والثقافية والأدارية والتاريخية تحت يافطة المسيحية أو الشعب المسيحي التي ينوون شرا من خلفها وليس حبا بها والنصوص القرآنية خير شهيد على ذلك مع جل أحترامنا وتقديرنا للمسيح له المجد ولتعاليمه السمحاء …
أن الوقت قد حان كي نعي وخطورة المرحلة التي صيرت من المواطن الآشوري كبش فداء في موطن أجداده حائرا تائها يدفع ضريبة تنازل التنظيمات المهين عن حقه القومي وتصرفات قادته الغير سوية وأيضا ضحية ضرائب بائعي الذمم , وقد يشاركني البعض في الرأي بخصوص حالة الأستهجان التي يواجهها اليوم كل من يتطرق الى التسمية الآشورية والحق الآشوري في الوطن أو المهجر على حد سواء من قبل بعض القومجيين السذج الطارئين المحسوبين منهم على هذا التنظيم أو ذك من الذين لا يكنون أي أحترام أو تقدير لقدسية الدماء الزكية التي سالت على مذح الحرية الآشورية هذا من ناحية وأما من الناحية الأخرى فأن الواقع على الأرض أثبت لهم ويثبت بالدليل والبرهان القاطع على أن الأسماء المركبة على أختلاف أشكالها التي لطالما روج عنها كمخرج سياسي  أصبحت في خبر كان ولا يوجد من معترف بها حتى من لدن الذين أوجدوها بل أضحى مثله كمثل مسمار جحا في خلق الحجج الواهية لبلوغ الهدف ولو بالباطل . وأن ما يؤسف عليه هو أن محاولات طمس الهوية القومية الآشورية اليائسة من قبل الأنظمة الشوفينية والدموية التي كانت قد قد تصدت لها الأرادة الآشورية الحرة في حينها نراها اليوم أي تلك الهوية لا وجود لها على الساحة السياسية العراقية والفضل عائد ألى سياسيينا الذين رضخو لا للأمر الواقع فقط بل لضغوطات المكاسب الشخصية التي تدر عليهم الألوفات من الدولارات لتودي بهم ألى عدم أيلاء أية أهمية لا للهوية الأثنية ولا للأصالة العرقية ولا للقرابين البشرية التي عمدت طريق النضال من أجل الوجود الآشوري كي يكونوا خير أداة على تتمة مشاريع  الصهر القومي ومحو هويته … 
وبناءا على المعطيات التي أفرزتها الساحة الوطنية خلال العشر سنوات الماضية والتي ليس لنا فيها اليوم لا ناقة ولا جمل وفق مقياس الحق القومي والوطني لشعبنا الآشوري ذي التاريخ النضالي المرير يتحتم علينا أن نكون موضوعيين وننظر الى المستقبل ببصر وبصيرة ونسأل ذواتنا : ألم يحن الوقت بالعودة ألى الجذور النضالية الحقيقية من اجل أحقاق الحق الآشوري كمكون عرقي لا ديني وخوض الحراك السياسي بكوتا آشورية  ووزراء آشوريين كما بدأناها في أنتخابات أقليم كردستان العراق عام 1992 ؟ وهذا الطرح أوالأقتراح  ليس فرضا على أحد بالرغم من كونه مطلبا ملحا , ومن على خلاف أو نقيض ذلك عليه بالبحث عن الأسم الذي يرضيه  من دون المس أو الأستهجان بما يوليه الأخرون , وبتصوري لدينا كل الحق للشروع بذلك بعد أن أثبتت نظريات الأسماء المركبة والمخارج الآنية أخفاقها مختبريا وفشلها فشلا ذي الخمسة أنجم , وورقتنا الرابحة التي ستعيد الشرعية الدستورية والسياسية والقومية والتاريخية لبيتنا القومي هي ( الآشورية ) التي لها شأنا وموقعا  كبيرين على الصعيد العراقي والأقليمي والدولي ومن دونها سنكون دائما كما هو الوضع اليوم على الهامش وخارج العملية السياسية ومعادلاتها لذا فالواجب يحتم علينا الأدراك بأن أمتنا الآشورية تمر اليوم في مرحلة حرجة جدا لا تقل بخطورتها عن المراحل التاريخية التي سبقتها …
أخيرا حيث أقتبس فقرة قصيرة من محاضرة الشهيد يوسف توماهرمز منظّرالحركة الديمقراطية الآشورية وأحد مؤسسيها عن القومية الآشورية الذي تم أعدامه في 5 – شباط – 1985  على يد الطغمة الدموية الصدامية مع عدد من رفاقه المؤسسين لتمسكهما بهويتهم الآشورية التي أبوا أن يتنازلوا عنها أو نكرانها .. يقول ( الأشورية أسم ذات دلالة خاصة لشعبنا الآشوري الأصيل ولوطنه , حيث أنها تملئ السمع والبصر والأحساس جميعا لأصالتها , وبتفهمنا لمعنى هذه الكلمة الأصيلة تزداد قوة وحدتنا لأنها تربطنا بروابط أخوية شتى من الآمال والأهداف والنضال واللغة والعادات والمصالح المشتركة والتاريخ , وبذلك نكون مهيئين للعمل من أجلها عن أدراك بصدق وأيمان , مندفعين بالحب والأخلاص للدفاع عنها وتقدمها والتحدي لمن يريدون الأساءة أليها . ) أنتهى الأقتباس
ملاحظة لا بد منها :
أن البيت القومي الآشوري بحاجة الى حملة أعادة البناء ليعاد له موقعه الملائم على الخارطة السياسية العراقية هذه التي تدرك حق اليقين دور الأشوريين في العراق القديم والحديث والمعاصر ,  خاصة بعد فشل تجربة ( الشعب الواحد المثلث الأسماء في تحقيق الأهداف المرجوة منه وتلاشيه نهائيا ) …  

*[email protected]