9 أبريل، 2024 11:16 م
Search
Close this search box.

الأفول الامريكي … بانتظار الشتاء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

توقعات المختصين وقراءاتهم التي تحدثت عن انتقال مركز المبادرة التاريخية من دائرة ” الاطلنطي” حول الولايات المتحدة الامريكية المهيمنة بعد العصر الاوربي الى دائرة ( الشرق الحضاري، سيما ” آسيا الشرقية ـ المحيط الهادي وتشكل الصين مركزها”، أذ سيكون لهذه الدائرة الجديدة عبر علاقتها بالعالم الاسلامي الدور المركزي في المبادرة التاريخية). يبدو قد بانت خيوطها وملامحها مع بروز تعددية قطبية عالمية مثل ” الصين وروسيا”.

ما يتعلق بمنطقة “الشرق الاوسط”، التي تحظى باهتمام عالمي كونها تمثل احتياطي ضخم لمصادر الطاقة يمكن ان يديم زخم أي صراع مستقبلي بين الدول الكبرى، فان بروز الدور التركي والايراني كقوتين تربطهما علاقات متشابكة مع الدول العربية المتجاورة معهم ( اجتماعية ـ سياسية ـ اقتصادية) يدفع الدول المتصارعة على المنطقة لبذل مزيد من الجهود الدبلوماسية والعسكرية، لصيانة علاقاتها وبقائها مدة اطول.

خليجياً فان بروز الدور الإماراتي على حساب الدور السعودي في قيادة المنطقة، والذي يصطدم بالتمدد التركي، فمنذ الالفية الثانية، شعر الاماراتيون بخطر التمدد التركي في العالم العربي الذي يضاهي التمدد الايراني في المنطقة، وبحسب الاماراتيين، فأن التمدد الايراني في كل من ( سوريا ـ لبنان ـ اليمن ـ العراق) يمكن كبحه بالقوة السنًية داخل هذه الدول اذا توفرت المعادلات الضرورية لذلك، لكن ما يزيد من مخاوف الامارات من التمدد التركي، هو الاهتمام الامريكي بالخطر الايراني وسعيها الى احتواء الخطر الايراني، مقابل اغفال شبه تام للتمدد التركي، لذا تسعى الامارات لتوتير علاقات تركيا مع دول الجوار بما فيها الكيان الصهيوني ( وهو أحد اسباب التطبيع الاماراتي ـ الاسرائيلي)، وعزلها اقليمياً خدمة لأجندتها الاقليمية في ريادة المنطقة.

صراع بهذا الحجم بمنطقة الشرق الاوسط بثلاث مستويات دولي متمثل بـ ( أمريكا ـ روسيا ـ الصين ـ فرنسا )، اقليمي ( تركيا ـ أيران )، وعربي ( السعودية ـ الامارات)، مضافاً اليه الصراع العربي ـ الاسرائيلي، جعل من منطقة الشرق الاوسط من اشد مناطق العالم سخونة وأرضية خصبة للصدامات المختلفة، وقد شهدت العقود الاربعة المنصرمة حروب متعددة كان اكثرها شراسة في العراق الذي تحول الى (مصفاة الذنوب).

اليوم تراقب دول الشرق الاوسط الاحداث والمتغيرات الدولية، والتي تُنبأ بنهاية الأحادية القطبية المتمثلة بأمريكا، وأهمها (الحرب الروسية ـ الاوكرانية، والتنافس الاقتصادي الامريكي ـ الصيني، الذي يميل الى الصين، والبروز الايراني والتركي اللافتين)، ما يؤشر لولادة تعددية قطبية، وتبدو وكأنها كفرسي رهان مع الوقت، فهي بحاجة الى تخطي عتبة الصيف ودخول الشتاء الى اوربا، لتشهد الافول الامريكي، وبالتالي فقدان الولايات المتحدة الامريكية قبضتها على منطقة الشرق الاوسط. وما يرجح تلك القراءة لمستقبل المنطقة لقاءات القمم التي اقيمت في جدة وطهران.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب