تدوالت الأوساط السياسية العراقية في الفترة التي سبقت إجراء الأنتخابات مفهوم الأغلبية بشقيها الوطني والسياسي من خلال التحالفات السياسية ككتلة كبيرة لتشكيل الحكومة بعد المصادقة على نتائج الإنتخابات النيابية من قبل المحكمة الإتحادية العليا بعد مخاض عسير ومفاوضات مطولة ولم يتبلور المفهوم وبقيت مجرد فكرة مطروحة على الطاولة السياسية لحد الآن لعدم قناعة غالبية الكتل السياسية كون البعض يعزوها كغطاء لمفهوم الدكتاتورية والتفرد بالسلطة الى حد ما ودعوة الكتل الآخرى الى معارضة سياسية حسب الأعراف الديمقراطية والتدوال السلمي للسلطة بعد أربع سنوات تقويمية من كل دورة نيابية , لكن مفهوم الأغلبية تم تطبيقه من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني كأول حزب سياسي يخوض الإنتخابات التشريعية للدورة البرلمانية الرابعة ويحصد أعلى عدد من الأصوات على مستوى العراق بمفرده دون الدخول في تحالفات مع كتل سياسية أخرى كما يحدث مع الأحزاب العراقية الأخرى .
ومرة أخرى أثبت الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها إقليم كوردستان مفهوم الأغلبية العددية من مجموع أصوات الناخبين الذين يحق لهم التصويت كواقع حال على الساحة الكوردستانية بعد أن حصد أعلى عدد من الأصوات على مستوى إقليم كوردستان العراق في عرس ديمقراطي وثورة بنفسجية في الثلاثين من أيلول 2018 ليبعث برسائل إيجابية الى الأطراف السياسية بأنه الممثل الشرعي الوحيد للكورد كونه حزب عريق بماضيه السياسي وسجله حافل بالأحداث البطولية دفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الكوردي ويتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة تعكس تأريخ الحزب النضالي ومقارعته للأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة بدأً من ثورة أيلول وكولان والإنتفاضة الكبرى والتصدي لعاصابات داعش الإجرامية وكسر شوكة الإرهاب الأعمى في عقر داره , ناهيك عن دور الحزب بعد تشكيل أول برلمان وحكومة كوردية عام 1992 والقيام بحملة إعمار للبنى التحتية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتحويل الإقليم الى حاضرة تضاهي دول العالم المتمدن بحنكة وحكمة القيادة الشابة المتمثلة بالسيد نيجيرفان البارزاني رئيس وزراء الإقليم والتي أثبتت حضورها المتميز في جميع المحافل الدولية .
وستكتمل صورة المشهد السياسي بعد إنتخاب مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني رئيساً للجمهورية كإستحقاق إنتخابي وحصة الكورد دون أن يكون حكراً على حزب أو كيان بعينه ليأخذ العراق دوره الريادي ويساهم في تحقيق الأمن والإستقرار لأن أستقرار العراق هو إستقرار للمنطقة برمتها .