لقد سجلت لنا صفحات التاريخ المعانات والمأسي والتضحيات التي عاشتها الأغلبية الشيعية في العراق ، وكيف كانت الحكومات الجائرة تعاملهم بقسوة مفرطة قل نظيرها في التاريخ حتى أصبح هؤلاء الطغاة رمزاً للقتل والدمار الطائفي كالحجاج بن يوسف الثقفي وقد خرجت الكثير من المذابح على يد هؤلاء المجرمون على صفحات تاريخ هذه الأمة الأسود بالرغم من كتّابه الناصبيين ولكن لكثرتها فقد طفحت من إناء الزمان وسقطت على صفحات التاريخ وخرجت لنا من علا تلك السطور لكي تخبرنا عن فضائح يتعرق الإنسان الشريف عند سماعها أو قرأتها خجلاً وحياءاً من إنسانيته لحيوانية تلك العقول التي قامت بتلك المجازر البشعة ، ولكن الأدهى والآمر إننا نعيش في زمن لا نحتاج فيه الى التاريخ لكي يعطينا مما تغافل عنه المؤرخون وخرج في كتبهم وأوراقهم من جرائم بحق الشيعة في العراق بل نشاهد هذه الجرائم بأم أعيننا ونسمع صراخ الضحايا بآذاننا ، ولكن الفارق ما بين الأمرين كبيراً جداً بالرغم من الضحية والمجرم والسبب واحد ، في تلك الأزمنة كانت الحكومات ظالمة ومخالفة لطريق الحق وكانت تقوم بتلك الجرائم من أجل تثبيت حكمها وسلطانها ، ولكن اليوم ماذا نقول وكيف نعلل حدوث هذه المجازر والجرائم بحق شيعية العراق الذي تقوده القيادات الشيعية ؟؟؟؟، هذه القيادات التي تحاول في شتى الطرق التعتيم على تلك المجازر من آجل أن لا تتأثر مشاعر المجرمين ومن ثم تتأثر العملية السياسية وبعدها تتضارب المصالح الفئوية والتنظيمية ؟؟؟؟ ، لقد سجلت هذه القيادات الرقم القياسي من ناحية السرعة والكمية في قيام المجازر في زمانها مع أستعمال نفس وسيلة الجريمة في كل الأزمنة (السكينة) ، ولم يلاحظ في التاريخ الشيعي قيادات جبانة ومستهترة بحق دماء أبناءها كما هو الحال في هذه القيادة التي تجتهد من أجل تخريج الأسباب والأعذار التي أدت الى قتل الإنسان الشيعي ، بل لم تحاول هذه القيادات أن تفكر في توفير الحماية الكافية لقواعدها الشعبية التي تتعرض لأبشع الجرائم في كل العصور ، بل على العكس تفكر ليل نهار من أجل عدم جرح مشاعر القيادات الإجرامية على الرغم من تبنيها لهذه الجرائم بالصوت والصورة وقياداتنا تشكك في كل هذا ولكن عوائل الضحايا تفضحهم في كل مرة وأصبحت هذه العوائل مصدر قلق لهذه القيادة عليها التخلص منه لكي تتغاضى عن هذه المجازر بشكل أسهل وتقلب صفحة جديدة لمجزرة جديدة مع المحافظة الكاملة على المصالحة الوطنية ؟؟؟؟ ، وهكذا يستمر جريان الدم الشيعي في أنهر وشوارع وبوادي العراق بسبب أستهتار المسؤول الشيعي بهذه الدماء والحقد الطائفي البغيض .