18 ديسمبر، 2024 5:56 م

الأغاني العربية إلى متى..؟

الأغاني العربية إلى متى..؟

منذ القدم والأغاني العربية تعزف على نفس الوتر..محصورة بين أثنين ..شخص ما منهم يعاني لوعة الحب والحنين والأسف والعتاب الغدر الخيانة الرحيل الانتظار الخسارة ..الخبعد تمحص دقيق وتعمق شخصي توصلت إلى نتيجة مخاضها أن العربي يعيش أزمة حب ومشاكل نفسية معقدة.. تارة نجده العاشق الولهان ذو قلب ذائب وتارة أخرى المتكبر ذو القلب المنكسر في حقيقة الأمر أن العربي بشكل عام إنسان ذو نمط تفكيري ضيق ومشاعر محدودة..فهو لا يستطيع أن يتجاوز أزماته العاطفية وبالأحرى لا يعرف كيف يحب…لماذا يبقى الرجل أو المرأة ينعى حب مضى لم يظفر به ؟…هل من المعقول  خالق الكون بأكمله يخلق شخصا واحدا لكل قلب بوجوده تحيا الحياة وبخذلانه أو رحيله تنتهي الحياة ! ..لنتأمل ونفكر قليلا ..الحب هو نمط إنساني مبني على الوفاق والود والاحترام والتراضي…أما التشبث وعدم قبول النكز العاطفي من الطرف الآخر ما هو إلا احد الأسباب التالية :1- الدكتاتورية والجبرية التي يبنى عليها  العربي ويعيش فيها  فقد اعتاد على أن يكون كل شيء جبرا حتى الحب فما يهواه يهواه وملكه وله وتحت سيطرته او في خدمته .2- العنف الذي يتكون من رحمه المجتمعات العربية سواءا في نظمها السياسية أو الاجتماعية , نرى العربي يعشق الألم وكل من يتسبب له بمصدر ألم وحرمان .3-  سوء العلاقة الاجتماعية بين الجنسين وضعف الوازع الإنساني بسبب التميز العنصري الممارس ضد المرأة لا سيما في المجتمعات القبلية … فالعلاقة بين الجنسين تكاد تكون محصورة بين الشهوة والعاطفة المعاقة مع إهمال العواطف الإنسانية المتكاملة مع  الرابط الفكري والظروف المحيطة به..لذلك نجد الرجل الشرقي متعطش جدا ودائم البحث والانشغال عن خنوع امرأة..والمرأة دائما البحث والانشغال لهيمنة رجل ..للحد من هذه الأزمة العاطفية التي تعيشها شعوبنا اليوم علينا التأمل والتفكر أكثر وبعمق في حقيقة الأشياء والكون والاختيار الصحيح والتعايش بمحبة مع الطبيعة لنرتقي بالشعر والشعور فالتفكير الايجابي يجعلنا نشعر وننظر بإيجابية فالتفكر بالسلام والشعور بالفرح من سبل  السعادة بدلا من الشعور بالحزن الذي لا يؤدي إلى لطريق العنف والموت والدم …
ضرورة التنوع بمضمون الأغاني والتجدد  في استخدام الكلمات بغض النظر عن نوع الشعر واللحن الذي تتألف منه الأغنية وجعلها أكثر عمقا بشكل خطاب يمس الروح يفتح آفاق التفكير ويطلقها بشكل شعوري أكثر تأملا .. بدل عن الحديث الدائم والمستمر عن عواطف الحزن والخيبة والعتاب وما شابه ..

ملاحظة…ناقشت الموضوع بشكل عام أي نسبي هناك بعض الأغنيات أرتقت بمستوى الكلمة مضمونا ومعنى تغزلت وتفننت بنبل المشاعر والأحاسيس مع إعطاء قيمة مكانية عظيمة للمرأة مثلا زيديني عشقا هل عندكِ شك وغيرها من  الأغاني التي تغنت بحنجرة ماجدة  الرومي والراحلة الكبيرة وردة الجزائرية ..
رمضان كريم