23 ديسمبر، 2024 1:20 م

الأعلام…. وغبار الأزمة ؟؟

الأعلام…. وغبار الأزمة ؟؟

أثار الصراع الدائر منذ عدة شهور بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البر زاني تكهنات كثيرة كانت ساحتها وسائل الأعلام العراقية والإقليمية  والدولية التي تحمل كل واحدة منها أجنداتها وغاياتها الإعلامية التي تمثل أيدلوجيات وأجندات   من يقفون خلف تلك الماكينات الإعلامية فوسائل الأعلام الدولية تعمل في احترافية عالية في الوصول إلى غاياتها فهي ترمي بطعم المصيدة وتستدرج جمهورها بإرادته فتصبح ظاهر اختياراته حرة وباطنها متأثر بمنظومة الضخ الإعلامي الممنهج والمبرمج  وبالتالي فهي تعرف أن صراع المالكي والبر زاني هو صراع أزمة  غايته مرحلية هدفها  جمع (القطيع الشارد ) فالبر زاني دخل وحزبه في مرحلة الشيخوخة الحزبية وبدأ يفقد كثير من جمهوره في الإقليم بسبب فقدان الخصم وتغيير تكتيكات المرحلة وظهور قوى سياسية بدأت تفرض نفسها على الساحة الكردية وأخذت تزحف على مساحة البر زاني وتقضم من جرف جمهوره أما المالكي فيشاطر  البر زاني ذات الهم فأخطاء السلطة أضعفت من شعبيته وفي رأس هرم تلك الأخطاء  الفساد المالي والإداري الذي يضرب أطناب الحكومة حيث عدت حكومته من بين أكثر الحكومات فساداً سيما وان أبطال الفساد هم من اقرب مقربيه ومن حلقته الضيقة  كما كشفت ذلك  صفقة السلاح الروسية الأخيرة  أما وسائل الأعلام الإقليمية وتحديدا السنية  فخاضت صراع النيابة عن مرجعياتها السياسية والفكرية ، فهي قد  مارست سياسة  أعاقة مسيرة التجربة العراقية بانتظار التطورات الدولية والإقليمية لتكشف عن وجهها الحقيقي في رفض المعادلة الديمقراطية التي تعتقد بعدم عدالتها غير أنها صمتت في أزمة نزاع المالكي والبر زاني منتظرتاً  ما تكشفه غبرة ذلك النزاع وحصاده الرئيسي هو ترسيخ فكرة عدم قدرة الشيعة على  ممارسة الحكم في حالة هزيمة المالكي أما في حالة انتصار المالكي فهو تهرع إلى السعي  لتشكيل التحالف القومي العربي مقابل التحالف القومي الكردي واعتقد أن ذلك التفكير أشبه بالسذاجة وان كان يحمل بين طياته دهاءً كون التحالف الشيعي الكردي لازال مقدساً ومتماسكاً ولم يصل الى مرحلة التصدع لكي تجد مثل تلك التكهنات واقعاً، أما ما يتعلق بأداء الأعلام العراقي الرسمي أو غير الرسمي فهو لازال بمرحلة المراهقة ان لم يكن ساذجاً في كثير من الحالات فالغريب انه يقدم مساعدات مجانية لتحقيق مآرب الأعلام الدولي والإقليمي بفعل أخطاءه ودوره اللاهث خلف الأحداث رغم انه ابن بيئتها فهو ينتظر فعل الآخر ليمارس ردة الفعل تجاه الحدث ولم يرتقي يوماً إلى مستوى أجادت ردة الفعل أو صنعه! غير انه اجاد أخيرا ممارسة سياسة التسقيط الإعلامي وتنافست المنابر الإعلامية الرسمية وغير الرسمية تسقيط الرموز السياسية العراقية وهذا ما يكشف عن الخطر الحقيقي الذي يداهم التجربة الديمقراطية الذي يمثل الأعلام واحدا من ركائزها الأساسية وقد يشكل  الإعصار الذي سينسف جميع الجهود والتضحيات التي بذلت على مدى سنين عجاف تقاسموا ضريبته أطراف النزاع الحالي  لتحقيق النظام الديمقراطي في العراق الجديد .